للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

المعنى روي مرفوعًا، وهو أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إنهم الجن" (١) في (٢) قوله تعالى: {وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ} ثم قال: "إن الشيطان لا يخبل أحدًا في دارٍ فيها فرس عتيق" (٣).

قال بعض المفسرين (٤): وهذا القول هو الأولى بالصواب؛ لأن الله تعالى قال: {لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ} ولا شك أن المؤمنين كانوا عالمين بعداوة قريظة وفارس، وأما المنافقون فلم تكن تروعهم (٥) خيل المؤمنين وسلاحهم (٦)؛ لأنهم كانوا يعدون أنفسهم من جملتهم، ويؤكد هذا ما روي عن الحسن أنه قال: إن صهيل الخيل يرهب الجن (٧)، ومع هذا فقول من قال: إنهم المنافقون قريب؛ لأنهم يُرهبون (٨) بعدد المسلمين، ويوجسون الخليفة بظهورهم على عدوهم.


(١) رواه ابن أبي حاتم ٤/ ١٥ أ، قال ابن كثير في "تفسيره" ٢/ ٣٣٥: وهذا الحديث منكر لا يصح إسناده ولا متنه.
(٢) ساقط من (ح) و (س).
(٣) رواه الطبراني في "الكبير" ١٧/ ١٨٩ (٥٠٦)، والحارث بن أبي أسامة وأبو يعلى وابن المنذر وابن قانع في "معجمه" وأبو الشيخ وابن منده والروياني في "مسنده"، وابن مردويه وابن عساكر كما في "الدر المنثور" ٣/ ٣٥٩، قال ابن كثير في "تفسيره" ٢/ ٣٥٦: وهذا الحديث منكر لا يصح إسناده ولا متنه.
(٤) هو الإمام ابن جرير، انظر "تفسيره" ١٠/ ٣٢ - ٣٣، وقد ذكر الواحدي قوله بمعناه.
(٥) في (ح): (تردعهم)، وما أثبته موافق لتفسير ابن جرير.
(٦) إلى هنا انتهى قول ابن جرير، وفي قوله: أما المنافقون فلم تكن تروعهم خيل المؤمنين. نظر؛ لأن سبب النفاق قوة المؤمنين وضعف الكافرين الذين بين ظهرانيهم فيسترون كفرهم، ومتى ما شعروا بقوتهم وضعف المؤمنين انقضوا عليهم وأظهروا كفرهم.
(٧) ذكره الزمخشري ٢/ ١٦٦، والرازي ١٥/ ١٨٦، لكن الزمخشري لم ينسبه للحسن.
(٨) في (ح): (يرتبون)، وهو خطأ.

<<  <  ج: ص:  >  >>