للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأكثر المفسرين على أن هذا منسوخ (١) وهو قول قتادة (٢)، وعكرمة (٣)، والحسن (٤)، وابن زيد (٥) قالوا: نسخها قوله: {فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ} [التوبة: ٥]، وقوله: {قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} [التوبة: ٢٩]، ونحو ذلك روى عطاء الخرساني، عن ابن عباس (٦)، وقال


(١) لعله يعني مفسري السلف وقد ذهب كثير من المتأخرين إلى أنها محكمة كابن جرير ١٠/ ٣٤، والسمرقندي ٢/ ٢٤، والزمخشري ٢/ ١٦٦، وابن كثير ٢/ ٣٥٦ وغيرهم؛ لإمكان الجمع بين الآيات فالمشركون يقاتلون كافة حتى يجنحوا إلى السلم، ولا يجوز للمسلمين أن يبدؤا بطلب الصلح ابتداءً وقت قوتهم وعلوهم، ومال بعضهم إلى القول بالنسخ كالكيا الهراسي في "أحكام القرآن" ٣/ ١٦٥، والثعلبي ٦/ ٦٩/ ب، والبغوي ٣/ ٣٧٣ إذ لم يذكروا غير القول به، وجوّزه ابن الجوزي ٣/ ٣٧٦ بناءً على من أريد بهذه الآية، ويحسن التنبيه إلى ما سبق بيانه إلى أن اصطلاح السلف في النسخ أوسع من اصطلاح المتأخرين فلا ينبغي الاغترار به، والحكم على رفع حكم الآية من جميع الوجوه بناءًا عليه، وانظر في القول بنسخ هذه الآية: "تفسير الطبري" ١٠/ ٣٤، و"الإيضاح" لمكي ص ٢٥٩، و"تفسير ابن كثير" ٢/ ٣٥٦ - ٣٥٧، و"النسخ في القرآن الكريم" ١/ ٥٦٦.
(٢) رواه عبد الرزاق في "تفسيره" ٢/ ١/ ٣٦١، وابن جرير ١٠/ ٣٤، وابن أبي حاتم ٥/ ١٧٢٥، والنحاس في "الناسخ والمنسوخ" ٢/ ٣٨٥.
(٣) رواه ابن جرير وابن أبي حاتم في الموضعين السابقين.
(٤) انظر المصدرين السابقين، نفس الموضع، و"تفسير البغوي" ٣/ ٣٧٣.
(٥) رواه ابن جرير ١/ ٣٤، وابن أبي حاتم، الموضع السابق.
(٦) رواه أبو عبيد في "الناسخ والمنسوخ" ص ١٩٤، وابن الجوزي في "الناسخ والمنسوخ" ص ٣٤٧، وابن أبي حاتم في "تفسيره" ٥/ ١٧٢٥ أ. والبيهقي في "السنن الكبرى" كتاب السير، باب: ما جاء في نسخ العفو عن المشركين ٩/ ٢٠، وانظر: "الدر المنثور" ٣/ ٣٦٠، وفي سنده عثمان بن عطاء الخرساني، ضعيف كما في "الكاشف" ٢/ ٢٢٢، ثم إن أباه لم يسمع من ابن عباس كما في "تهذيب التهذيب" ٣/ ٧١ - ٧٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>