للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فإنها نزلت بالبيداء (١) (٢). وقال مقاتل في قوله: {وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} يعني الأنصار (٣)، وقال عطاء، عن ابن عباس: يعني المهاجرين والأنصار (٤).

واختلفوا في محل (من) في قوله: {وَمَنِ اتَّبَعَكَ}. نحو اختلاف المفسرين فقال الفراء: الكاف في (حسبك) خفض و (من) في موضع نصب على معنى: يكفيك الله ويكفي من اتبعك، كما قال الشاعر:

إذا كانت الهيجا وانشقت العصا ... فحسبك والضحاك سيف مهند (٥)

قال: وليس بكثير من كلامهم أن يقولوا: حسبك وأخاك حتى يقولوا: حسبك وحسب أخيك، ولكنا أجزناه؛ لأن في (حسبك) معنى واقع من الفعل فرددنا (من) (٦) على تأويل (الكاف) لا على لفظها (٧) كقوله: {إِنَّا


(١) الأرجح في تعريف المكي والمدني أن المكي ما نزل قبل الهجرة، والمدني ما نزل بعدها، سواء نزل بمكة أم بالمدينة أم بسفر من الأسفار. انظر: "الإتقان" ١/ ٣٦، وعلى هذا فالآية مدنية أيضًا.
(٢) ذكره مختصرًا الماوردي ٢/ ٣٣١، والقرطبي ٨/ ٤٣٠، عن الكلبي، وذكره ابن عطية ٦/ ٣٦٢ بلا نسبة.
(٣) لم أجد من ذكره عنه، وقد ذكر الأنصار في الآية السابقة مرتين، انظر "تفسيره" ١٢٣ ب. أما قوله في هذه الآية فنصه: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ} وحسب من اتبعك من المؤمنين الله عز وجل.
(٤) "تنوير المقباس" ص ١٨٥ بنحوه من رواية الكلبي، وكلا الروايتين موضوعتان.
(٥) البيت لجرير كما قال البغدادي في "ذيل الأمالي" ص ١٤٠، وليس في "ديوانه"، وانظره بلا نسبة في: "خزانة الأدب" ٧/ ٥٨١، و"سمط اللآلئ" ٢/ ٨٩٩، و"لسان العرب" (حسب) ٢/ ٨٦٥.
(٦) ساقط من (س).
(٧) يعني: إن لفظ (الكاف) في محل جر بالإضافة، وتأويلها في محل نصب مفعول به؛ لأن معنى (حسبك) يكفيك.

<<  <  ج: ص:  >  >>