للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقوله تعالى: {مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ} إلى قوله: {وَآتَى الزَّكَاةَ}، قال ابن عباس: "يعني المهاجرين والأنصار والتابعين بإحسان" (١)، والإيمان بالله يجمع الصلاة والزكاة، ولكنهما من أوكد أقسام الإسلام وما أوجبه الإيمان، فذكرهما، قال الزجاج: "ولم يذكر الرسول - صلى الله عليه وسلم - في هذا (٢)؛ لأن في قوله: {وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ} دليل على تصديقه؛ لأن المعنى: وآتى الزكاة التي أتى بتحديدها الرسول - صلى الله عليه وسلم - (٣).

قال أهل المعاني: "يريد من كان بهذه الصفة كان من أهل عمارة المسجد، وليس المعنى أن من عمرها كان بهذه الصفة" (٤)، غير أنه قلَّ من يعمرها إلا وقد جمع هذه الصفات، كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الخبر الذي ذكرنا.

وقوله تعالى: {وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ}، قال الزجاج: "تأويله: لم يخف في باب الدين إلا الله جل وعز" (٥).

وقال أهل المعاني: "يعني: لا يترك هذه العبادات لخشية أحد ولكن يخشى الله فيقيم ذلك، والخشية من غير الله المنهي عنها أن يترك أمر الله لخشية غيره، فأما أن يخشى الناس خشية لا تؤديه إلى ترك أمر الله فليس بمنهى عنه" (٦).


(١) لم أقف على مصدره.
(٢) في (ى): (في هذه الآية)، وما أثبته موافق لما في المصدر التالى.
(٣) "معاني القرآن وإعرابه" ٢/ ٤٣٨ بتصرف.
(٤) انظر: "زاد المسير" ٣/ ٤٠٩، و"الوسيط" ٢/ ٤٨٤، ولم أجده في كتاب أهل المعاني.
(٥) "معاني القرآن وإعرابه" ٢/ ٤٣٨، وليس فيه لفظ (جل وعز).
(٦) ذكر العلماء أن الخشية والخوف أربعة أقسام: =

<<  <  ج: ص:  >  >>