للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أن عزيرًا بن الله؟ فأنزل الله في قولهم هذه الآية" (١).

وقال عبيد (٢) بن عمير: "إنما قال هذه المقالة رجل واحد من اليهود اسمه فنحاص بن عازوراء (٣) " (٤)، فعلى هذا أوقع الله عليه (٥) اسم الجماعة على مذهب العرب في قولها: ركبت البغال ولعله (٦) لم يركب إلا واحداً قاله ابن الأنباري (٧)، وقال غيره: "إذا كان فيهم من يذهب إلى هذا القول جاز أن ينسب إليهم كما تقول: المعتزلة تقول كذا، وإن كانت طائفة منهم تقوله" (٨).

وأما السبب الذي لأجله قالوا هذه المقالة فقال ابن عباس في رواية عطية: "إن اليهود أضاعوا التوراة وعملوا بغير الحق فرفع الله عنهم التابوت، وأنساهم التوراة، ونسخها من صدورهم، فدعا الله عزير وابتهل إليه أن يرد إليه الذي نسخ من صدورهم، فنزل نور من السماء فدخل جوفه فعاد إليه الذي كان ذهب (٩) من جوفه [من التوراة] (١٠)، فنادى في قومه: قد


(١) رواه ابن جرير ١٠/ ١١٠ - ١١١، وابن أبي حاتم ٦/ ١٧٨١، وابن إسحاق في "السيرة" ٢/ ٢٠٢، وأبو الشيخ وابن مردويه كما في "الدر المنثور" ٣/ ٤١٣.
(٢) في (م): (عبيدة)، وهو خطأ.
(٣) من أحبار يهود بني قينقاع الذين نصبوا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - العداوة، وهو القائل: إن الله فقير ونحن أغنياء، تعالى الله عما يقول الظالمون علوًّا كبيرًا.
انظر: "السيرة النبوية" (٢/ ١٣٧، ١٨٧، ٢٠١).
(٤) ذكره الثعلبي ٦/ ٩٥ أ، والبغوي ٤/ ٣٦، ورواه ابن جرير ١٠/ ١١٠ عن عبد الله ابن عبيد بن عمير.
(٥) في (م): (عليهم).
(٦) ساقط من (ى).
(٧) لم أقف عليه.
(٨) انظر: "المحرر الوجير" ٦/ ٤٦١، و"تفسير الطبري" ١٠/ ١١٠.
(٩) ساقط من (ى).
(١٠) ما بين المعقوفين من (ح).

<<  <  ج: ص:  >  >>