للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

في الصفة نحو قولك: جاءني زيد بن عمرو، فيحذف التنوين لالتقاء الساكنين ولأن النعت والمنعوت كالشيء الواحد، فإذا كان خبرًا فالتنوين، [وقد يجوز حذف التنوين] (١) على ضعف لالتقاء الساكنين وقد قرئت {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (١) اللَّهُ الصَّمَدُ} [الإخلاص:١،٢] فحذف (٢) التنوين (٣) لسكونه وسكون اللام (٤)، وفيه وجه آخر أن يكون الخبر محذوفًا ويكون معناه: عزير ابن الله معبودنا (٥) فيكون "ابن" نعتا (٦)، ولا اختلاف بين النحويين أن إثبات التنوين أجود" هذا كلامه (٧).

وقد شرح أبو علي وأبو الفتح (٨) ما ذكره أبو إسحاق وهو أن من نون "عزيرًا" جعله مبتدأ وجعل "ابن" خبره، وإذا كان كذلك فلا بد من إثبات التنوين في حال السعة والاختيار؛ لأن "عزيرًا" ونحوه ينصرف عجميًا كان أو عربيًا، وأما من حذف التنوين فإن حذفه على وجهين: أحدهما: أنه


(١) ما بين المعقوفين ساقط من (ى).
(٢) في "معاني القرآن وإعرابه": بحذف.
(٣) يعني تنوين "أحد" وقد رواها هارون عن أبي عمرو، وقرأ بها أيضًا أبان بن عثمان وزيد بن علي ونصر بن عاصم وابن سيرين والحسن وابن أبي إسحاق وأبو السمال وآخرون، وحكم عليها ابن خالويه بالشذوذ. انظر: كتاب "السبعة في القراءات" (ص٧٠٠)، و"مختصر في شواذ القرآن" ص ١٨٣، و"مشكل إعراب القرآن" ٢/ ٨٥٢، و"البحر المحيط" ١٠/ ٥٧١.
(٤) يعني اللام في لفظ الجلالة المذكور في قوله تعالى: {اللَّهُ الصَّمَدُ} وفي "معاني القرآن وإعرابه": وسكون الباء في قوله: {عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ} اهـ.
(٥) في (ى): (معبودًا)، وهو خطأ من الناحية الإعرابية.
(٦) وهذا الوجه ضعيف؛ لأنه لا دليل على الخبر المحذوف.
(٧) "معاني القرآن وإعرابه" ٢/ ٤٤٢ بنحوه.
(٨) (وأبو الفتح) ساقط من (ى) وهو ابن جني.

<<  <  ج: ص:  >  >>