للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وليس غرضك أن تفيد الآن أنه حينئذٍ (١) استحق عندك (٢) الوصف بالظرف فهذا أحد الفروق بين الخبر والوصف، فكذلك أيضًا لو كان تقديره: هو عزير الذي عرف قديما بأنه ابن الله، تعالى الله عن قولهم علوًا كبيرًا (٣) جاز حذف التنوين وساغ، بل وجب ذلك، وليس المعنى كذلك، إنما ذكر الله عنهم أنهم أخبروا بهذا الخبر، واعتقدوا هذا الاعتقاد (٤).

الوجه الآخر: أن لا تجعلهما اسما واحداً ولكن تجعل الأول المبتدأ والآخر الخبر، فيكون المعنى فيه على هذا كالمعنى في إثبات التنوين، وتكون القراءتان (٥) متفقتين، إلا أنك حذفت التنوين لالتقاء الساكنين، كما تُحذف حروف اللين لذلك في نحو: رمى القوم، وقاضي البلد، ويدعو الإنسان، كذلك (٦) حذف التنوين لالتقاء الساكنين وهو مراد؛ لأنه ضارع حروف اللين بما فيه من الغنة، ألا ترى أنه قد جرى مجراها في نحو: لم يك زيد منطلقا، وقد أدغم [في الياء والواو كما أدغم] (٧) كل واحد منهما في الآخر بعد قلب الحرف إلى ما يدغم فيه (٨)، وأبدلوا الألف من النون


(١) في (ى) زيادة (أنه) بعد كلمة (حينئذٍ).
(٢) في (ح): (عند).
(٣) في (ح): (كثيراً).
(٤) اهـ. كلام أبي الفتح ابن جني في "سر صناعة الإعراب" ٢/ ٥٣٣ بتصرف. وما بعده من كلام أبي علي وأبي الفتح.
(٥) في (ى): (القراءتين). وهو خطأ.
(٦) في (ح): (لذلك).
(٧) ما بين المعقوفين ساقط من (ح).
(٨) اختصر الواحدي عبارة أبي علي اختصارًا مخلاً ونصها: "في نحو: لم يك زيد منطلقًا، وفي نحو: صنعاني، وبهراني، وقد أدغم .. "إلخ، فقول أبي علي. وقد أدغم .. إلخ إنما هو في كلمتي صنعاني وبهراني.

<<  <  ج: ص:  >  >>