للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عليها حتى لا يخفى عليه منها شيء.

وقال في رواية عطاء: "ليعليه على جميع الأديان" (١)، وعلى هذا اختلفوا: فقال أبو هريرة والضحاك: "ذلك عند خروج عيسى" (٢).

وقال السدي: "ذلك عند خروج المهدي لا يبقى أحد إلا دخل في دين الإسلام، أو أدى الخراج" (٣)، وقال الكلبي: "لا تقوم الساعة حتى يكون ذلك" (٤).

وقال أهل المعاني: "معناه: ليعلي دين الإسلام على كل دين بالحجة


(١) رواه بمعناه ابن أبي حاتم ٦/ ١٧٨٦ ب، والبيهقي في "السنن الكبرى"، كتاب النكاح، رقم (١٣٩٨٦) ٧/ ٢٨٠ من رواية عكرمة.
قال الإمام الشافعي: "فقد أظهر الله جل ثناؤه دينه الذي بعث به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على الأديان بأن أبان لكل من سمعه أنه الحق وما خالفه من الأديان باطل، وأظهره بأن جماع الشرك دينان: دين أهل الكتاب، ودين الأميين فقهر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الأميين .. وقتل من أهل الكتاب وسبق حتى دان بعضهم الإسلام، وأعطى بعضٌ الجزية صاغرين وجرى عليهم حكمه - صلى الله عليه وسلم - وهذا ظهور الدين كله".
"سنن البيهقي الكبرى"، كتاب السير، باب ظهور دين النبي ٩/ ٣٠١.
(٢) رواه عن أبي هريرة الإمام ابن جرير ١٠/ ١١٦، وفي سنده راوٍ لم يسم. ورواه أيضاً عبد بن حميد وأبو الشيخ كما في "الدر المنثور" ٤/ ١٧٦، وذكره عنه بغير سند الثعلبي ٦/ ٩٩ أ، والبغوي ٤/ ٤٠ وقد روياه في نفس الموضع عن الضحاك. وقد جاء في "الصحيحين" ما يشهد له من بعض الوجوه، وهو قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "لا تقوم الساعة حتى ينزل فيكم ابن مريم حكمًا مقسطًا، فيكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويفيض المال حتى لا يقبله أحد". رواه البخاري (٢٤٧٦)، كتاب المظالم، باب كسر الصليب، ومسلم (١٥٥)، كتاب الإيمان، باب نزول عيسى -عليه السلام- ...
(٣) رواه الثعلبي ٦/ ٩٩ أ، وذكره القرطبي ٨/ ١٢١.
(٤) رواه الثعلبى في الموضع السابق.

<<  <  ج: ص:  >  >>