للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مشار إليه يراه المتكلم والمخاطب كقولك: ذا الرجل، وذا الفرس، فإذا (١) بعد المشار إليه زادوا (كافا) فقالوا: ذاك (٢) الرجل، وهذه (الكاف) ليست في موضع نصب ولا خفض (٣) ولا رفع، إنما أشبهت كاف (أخاك) و (عصاك) فتوهم السامع أنها في موضع خفض (٤)، فلما دخل فيها هذا اللبس زادوا (لاما) فقالوا: ذلك أخوك (٥)، فإن اللام إذا دخلت ذهبت بمعنى الإضافة. و (ذا) مبني (٦)، نصبه وخفضه ورفعه سواء، لأن فيه معنى الإشارة إلى معرفة فكأنه قد تضمن معنى من الحروف (٧). وهذا الذي ذكره


(١) قال الأزهري: قال أبو الهيثم فيما أخبرني عنه المنذري: (إذا بعد المشار إليه من المخاطب، وكان المخاطب بعيدا ممن يشار إليه، (زادوا) (كافا) فقالوا. ذاك أخوك ..) "التهذيب" تفسير (ذاك وذلك) ٢/ ١٢٥٨.
(٢) في (ج): (ذلك).
(٣) في "التهذيب": (ليست في موضع خفض ولا نصب، إنما أشبهت ..) ٢/ ١٢٥٨.
(٤) في "التهذيب": (فتوهم السامعون أن قول القائل: ذاك أخوك كأنها في موضع خفض لاشباهها (كاف)، (أخاك). وليس ذلك كذلك، إنما تلك (كاف) ضمت إلى (ذا) لبعد (ذا) من المخاطب، فلما دخل ...) "التهذيب" ٢/ ١٢٥٨.
(٥) في "التهذيب": (وفي الجماعة: أولئك اخوتك). مراتب المشار اليه عند بعضهم اثنتان:
الأولى: القربى ويشار لها بذا.
الثانية: البعدى سواء كان البعد قليلاً أو كثيرًا ويشار لها بذاك. وعلى هذا الرأي زيدت اللام لرفع اللبس، كما ذكر الواحدي، أو لتأكيد بعد المشار إليه. أما عند الجمهور فمراتب المشار إليه ثلاث: قريب يشار له بذا، ومتوسط يشار له بذاك، وبعيد ويشار له بذلك، وعلى هذا: اللام لبعد المشار اليه، وليست لرفع اللبس. انظر "حاشية الصبان" ١/ ١٣٩، ١٤٢.
(٦) في (ب): (مبين).
(٧) هذا الكلام عن أبي الهيثم بمعناه، "التهذيب" ٢/ ١٢٥٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>