للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الله -عز وجل- أن عدة شهور المسلمين التي تُعبدوا بأن يجعلوها لسنتهم اثنا عشر شهراً، على منازل القمر، واستهلال الأهلة، وكان أهل الكتاب يعملون على أن السنة ثلثمائة وخمس وستون يومًا وبعض يوم، على هذا يجري أمر النصارى واليهود، فأعلم الله -عز وجل- أن سني المسلمين على الأهلة" (١).

قوله تعالى: {فِي كِتَابِ اللَّهِ}، قال الواقدي: "يعني اللوح المحفوظ" (٢)، وهو قول عامة أهل التأويل (٣)، ونحو هذا يحكى عن ابن عباس {فِي كِتَابِ اللَّهِ} قال: "في الإمام (٤) الذي عند الله كتبه يوم خلق السموات والأرض" (٥).

قال أبو علي الفارسي: " [لا يجوز تعلق] (٦) الكتاب بالعدة؛ لأن فيه (٧) فصلاً بين الصلة والموصول بالخبر الذي هو اثنا عشر، ولكنه يتعلق بمحذوف على أن يكون صفة للخبر تقديره: "اثنا عشر شهرًا مكتوبًا في كتاب الله"، قال: والكتاب لا يكون إلا مصدرًا، ولا يجوز أن يعني به كتاب من الكتب؛ وذلك لتعلق اليوم به، وسائر الظروف لا تتعلق بأسماء الأعيان؛ لأنه لا معاني في أسماء الأعيان للفعل، (لا تقول: غلامك يوم الجمعة)، على أن يتعلق اليوم بالغلام، فبهذا يعلم أنه


(١) "معاني القرآن وإعرابه" ٢/ ١٤٥ باختصار وتصرف.
(٢) لم أجده في كتابه "المغازي".
(٣) انظر: "تفسير ابن جرير" ١٠/ ١٢٤ - ١٢٩، والثعلبي ٦/ ١٠٥ أ، وابن الجوزي ٣/ ٤٣٢.
(٤) في (م): (الأيام)، وهو خطأ.
(٥) ذكر، ابن الجوزي في "زاد المسير" ٣/ ٤٣٢، والمؤلف في "الوسيط" ٢/ ٤٩٤.
(٦) في (ح): (يجوز أن لا يعلق)، وما أثبته موافق لما في "الحجة للقراء السبعة".
(٧) في (ف): (فيها)، وما أثبته موافق لما في "الحجة".

<<  <  ج: ص:  >  >>