للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقد ذكرنا هذا مستقصى عند قوله: {جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ} [المائدة: ٩٧] (١) الآية.

وقوله: {ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ} الدين له معان كثيرة في اللغة، ومناه ههنا (٢): الحساب، ومنه قيل: "الكيس من دان نفسه، وعمل لما بعد الموت" (٣) أي: حاسبها، و"القيم": معناه المستقيم، وقد ذكرناه عند قوله:


(١) انظر النسخة (ح) ٢/ ٧٤ أحيث قال: (اختلف المفسرون وأصحاب المعاني في هذه الآية، فقال ابن عباس في بعض الروايات: "قوله {قيامًا للناس} قيامًا لدينهم ومعالم لحجهم"، وقال سعيد بن جير: " {قيامًا للناس} صلاحًا لدينهم"
فعلى هذا، القيام مصدر قولك: قام قيامًا والمعنى: إن الله جعل الكعبة سببًا لقيام الناس إليها للحج وقضاء النسك، فيصلح بذلك دينهم، لأنه يحط عنهم الذنوب والأوزار عندها ..
وقال جماعة من المفسرين وأكثر أصحاب المعاني: القيام ههنا يراد به القوام، وهو العماد الذي يقوم به الشيء، والتقدير فيه: جعل الله الحج للكعبة البيت الحرام قيامًا لمعاش الناس ومكاسبهم ..) إلخ.
(٢) ساقط من (ى).
(٣) هذا بعض حديث رواه الترمذي (٢٤٥٩)، كتاب صفة القيامة، وابن ماجه (٢٤٦٠) في "السنن"، كتاب الزهد، باب ذكر الموت، وأحمد في "المسند" ٤/ ١٢٤، والحاكم في "المستدرك"، كتاب الإيمان ١/ ٥٧، والبيهقي في "السنن الكبرى"، كتاب الجنائز، باب ما ينبغي لكل مسلم .. رقم (٦٥١٤) ٣/ ٥١٧، والبغوي في "شرح السنة"، كتاب الرقاق، باب الاجتناب عن الشهوات، رقم (٤٠١١) ٧/ ٣٣٣.
قال الترمذي: حديث حسن، وقال الحاكم: حديث صحيح على شرط البخاري، وتعقبه الذهبي بقوله: لا والله، أبو بكر واه.
قلت: والحديث في جميع المصادر السابقة يدور على هذا الراوي الضعيف وهو أبو بكر ابن عبد الله بن أبي مريم الغساني الشامي، قال الحافظ في "تقريب التهذيب" ص ٦٢٣ (٧٩٧٤): "ضعيف، وكان قد سرق بيته فاختلط".

<<  <  ج: ص:  >  >>