للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومعنى قول الكلبي: أن الله تعالى أخبر أنه صرف عنه كيد أعدائه ثم أظهر نصره بالملائكة يوم بدر، ومعنى قول مجاهد: أن هذه السورة من آخر ما نزل في القرآن، ويوم بدر كان في حدثان قدوم النبي -صلى الله عليه وسلم-المدينة، فذكر في هذه السورة (١) ما كان من نصره إياه في أول شأنه وهو يوم بدر (٢).

وقوله تعالى: {وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا}. قال ابن عباس: (السفلى) كلمة (٣) الشرك، و (العليا) لا إله إلا الله (٤)، وكان هذا يوم بدر، وهذا قول مقاتل (٥)، واختيار الفراء (٦)، وقال عطاء عن ابن عباس: يريد ما كادوا به النبي -صلى الله عليه وسلم- ومكروا جعله في ضلالة وندامة {وَكَلِمَةُ اللَّهِ}: يريد: موعد الله ومكره هو


= ما كان في أول شأنه حين بعث يقول الله: فأنا فاعل ذلك به وناصره كما نصرته إذ ذاك وهو ثاني اثنين، وهو في "تفسير مجاهد" ٣٦٩ بلفظ: قال: ذكر ما كان من أول شأنه حين أخرجوه، فالله ناصره كما نصره وهو ثاني اثنين.
(١) في (ي): (تكرار لبعض ما سبق ذكره، ولفظ الزيادة: من آخر ما نزل في القرآن، وذكر في هذه السورة.
(٢) هذا معنى قول مجاهد عند المؤلف، والمتأمل في لفظي قول مجاهد -وقد سبق ذكرهما في التعليق الأسبق- يظهر له أن معناه: لقد ذكر الله تعالى نصرته لعبده في أول شأنه حين بعث إذ كان ثاني اثنين في الغار، فالله ناصره بعد ذلك كما نصره في تلك الحادثة.
(٣) في (ج): (كلمة السفلى: الشرك).
(٤) رواه ابن جرير ١٠/ ١٣٧، وابن أبي حا تم ٦/ ١٨٠١، والثعلبي ١١٠/ ٦ ب، والبيهقي في كتاب: "الأسماء والصفات"، باب: ما جاء في فضل الكلمة الباقية .. ١/ ١٨٤ وهو من رواية علي بن أبي طلحة، ولفظ: "وكان هذا يوم بدر" ليس من كلام ابن عباس حسب المصادر السابقة.
(٥) انظر: "تفسيره" ٢٩ أ.
(٦) انظر: "معاني القرآن" ١/ ٤٣٨، ولم يذكر الفراء أن ذلك كان يوم بدر.

<<  <  ج: ص:  >  >>