للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

السرور بما يتعجب منه، قال المفسرون: يقول لا تستحسن (١) ما أنعمنا عليه من الأموال الكثيرة والأولاد، فإن العبد إذا كان مستدرجًا كثر ماله وولده (٢)، قال ابن عباس في قوله تعالى: {وَلَا أَوْلَادُهُمْ} هو أن كثيراً من المنافقين كان لهم أولاد أتقياء كحنظلة بن أبي (٣) عامر (٤)، غسلته الملائكة وعبد الله بن عبد الله بن أبيّ (٥)، شهد بدرًا وكان من الله بمكان، وهم بشرٌ كثيرٌ صالحون أبرياء من النفاق (٦)، يريد أن صلاح أولادهم لأنفسهم وهم لا يغنون عن هؤلاء شيئًا، وعلى هذا يحتمل (٧) أن يكون المعنى في أموالهم (٨) ما ينفقون منها في سبيل الله ولا ينفعهم ذلك فإنه لا يقبل منهم (٩).


(١) في (ي): (ما يستحسن).
(٢) انظر: "تفسير الثعلبي" ٦/ ١١٤ ب، والبغوي ٤/ ٥٩.
(٣) ساقط من (ي).
(٤) هو: حنظلة بن أبي عامر بن صيفي الأوسي الأنصاري، المعروف بغسيل الملائكة، وكان أبوه في الجاهلية يعرف بالراهب، ويذكر البعث ودين الحنيفية، فلما بعث النبي -صلى الله عليه وسلم- حسده وعاداه، وخرج إلى مكة ثم إلى الروم للتأليب على المسلمين، وكان ابنه حنظلة حسن الإسلام، واستأذن النبي -صلى الله عليه وسلم- في قتل أبيه فلم يأذن له، ولما سمع الهيعة يوم أحد خرج وعليه جنابة فقتل فغسلته الملائكة. انظر: "الاستيعاب" ١/ ٤٣٢، و"الإصابة" ١/ ٣٦٠ - ٣٦١.
(٥) هو: عبد الله بن عبد الله بن أبي بن مالك الخزرجي الأنصاري، والده رأس المنافقين المعروف بابن أُبي بن سلول، وكانت سلول جدة له فعرف بها. كان عبد الله الابن حسن الإسلام، وشهد بدرًا، واستأذن النبي -صلى الله عليه وسلم- في قتل أبيه فنهاه، واستشهد باليمامة في قتال مسيلمة الكذاب سنة ١٢ هـ. انظر: "الاستيعاب" ٣/ ٧١، و"الإصابة" ٢/ ٣٣٥ - ٣٣٦.
(٦) لم أقف على مصدره.
(٧) في (ي): (محتمل).
(٨) في (ي). (أولادهم)، وهو وهم من الناسخ.
(٩) حكى هذا القول القشيري كما في "البحر المحيط" ٥/ ٥٤ والمعنى المشهور أن =

<<  <  ج: ص:  >  >>