للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مريض، فإذا أردت أن تعلم غيرك مرضه قلت: اعلم أن زيدًا (١) مريض، ولو قلت: اعلم زيدًا مريضًا، كان العلم واقعًا على زيد نفسه دون المرض وانتقل المعنى عما كان عليه، فإذا قلت: اعلم أنه زيد مريض فقد تضمن (أن) ما بعده من المبتدأ والخبر، وجمع معناهما في الهاء التي وقع عليها (٢) (أن) وعمل (أن) فيها، وشغل بها عن غيرها، فصارت الهاء كناية عن القصة والشأن، وارتفع ما بعدها من المبتدأ والخبر لشغلك (أن) بالهاء، وصار ما بعد الهاء من المبتدأ والخبر بيانا لما في الهاء من نية تلك القصة لأنها مبهمة، فقوله -عز وجل-: {أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ} الهاء (٣) قد تضمنت ما بعدها من المبتدأ وخبره، وما بعدها من قوله: {مَنْ يُحَادِدِ اللَّهَ} مبتدأ، ولذلك (٤) جزم لأنه شرطٌ مبتدأ (٥).

وقوله تعالى: {مَنْ يُحَادِدِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} قال الليث: (حاددته أي: عاصيته (٦) وخالفته، والمحادة كالمجانبة والمخالفة والمعاداة، وذكر الزجاج اشتقاقه من الحد، قال: (ومعنى حاد فلان فلانًا: أي: صار في حد غير حده، كقولك: شاقه، ومعنى: {مَنْ يُحَادِدِ اللَّهَ} أي يصير في حد غير حد أولياء الله بالمخالفة) (٧).


(١) في (ى): (زيد)، وهو خطأ.
(٢) في (ح): (عليهما).
(٣) ساقط من (ح).
(٤) في (ح): (وكذلك)، وهو خطأ.
(٥) (من) الجازمة شرطية، وهي اسم باتفاق. انظر: "أوضح المسالك" ٣/ ١٨٩.
(٦) اهـ. الكلام المنسوب لليث، انظر: "تهذيب اللغة" (حد) ١/ ٧٦٠، والنص في كتاب: "العين" للخليل (حد) ٣/ ٢٠.
(٧) ذكر الزجاج بعفر معنى هذا القول في "معاني القرآن وإعرابه" ٢/ ٤٥٨، والبعض الآخر في المصدر السابق: نفسه ٥/ ١٣٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>