للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال ابن الأعرابي: (اعتذرت إليه: هو قطع ما في قلبه) (١)، ومنه عذرة الغلام لقُلفته، وهي ما يقطع عند الختان، وعذرة الجارية سميت عذرة بالعذر وهو القطع، قاله اللحياني (٢)، لأنها إذا خفضت (٣) قطعت نواتها، وإذا افترعت (٤) انقطع حاتم عذرتها، ومن هذا يقال: اعتذرت المياه إذا انقطعت، وعلى هذا معنى العذر (٥): قطع اللائمة عن الجاني، فالقولان قريبان من السواء لأن هو أثر الموجدة قطع له.

وقوله تعالى: {قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ}، قال أبو إسحاق: (تأويله: قد ظهر كفركم بعد إظهاركم الإيمان) (٦).

وقوله تعالى: {إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً}، قال المفسرون: (الطائفتان كانوا ثلاثة نفر هزيء اثنان وضحك واحد على ما بينا) (٧)، فالطائفة الأولى الضاحك، والأخرى الهازئان، قال مجاهد في


(١) اهـ. كلام ابن الأعرابي، انظر: "تهذيب اللغة" (عذر) ٣/ ٢٣٦٨.
(٢) انظر قوله في: "تهذيب اللغة" (عذر) ٣/ ٢٣٦٨.
(٣) الخفض للجارية: كالختان للغلام. "لسان العرب" (خفض).
(٤) في "لسان العرب" (فرع) ٦/ ٣٣٩٥: افترع البكر: افتضها، والفرعة: دمها، وقيل له: افتراع لأنه أول جماعها.
(٥) ساقط من (ح).
(٦) "معاني القرآن وإعرابه" ٢/ ٤٥٩، وقول الزجاج هذا بناء على أنهم كانوا كفارًا منافقين قبل هذا القول، لكن لفظ الآية أعم بما ذكره الزجاج، فالاستهزاء بالله أو رسوله أو شيء بما جاء به الإسلام يعد باب من أبواب الكفر الأكبر؛ لأنه يدل على الاستخفاف والاستصغار، وأساس الإيمان تعظيم الله تعالى وما يمت إليه بسبب بأقصى ما يمكن.
(٧) انظر: "تفسير ابن جرير" ١٠/ ١٧٣، و"الدر المنثور" ٣/ ٤٥٦ - ٤٥٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>