للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عبد الله أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إنما قال هذا الحديث في المنافقين خاصة، الذين حدثوا النبي -صلى الله عليه وسلم- فكذبوه، وائتمنهم على سره (١) فخانوه، ووعدوا أن يخرجوا معه في الغزو فأخلفوه) (٢) فعنده هذا الحديث خاص في المنافقين (٣).


(١) ساقط من (ى).
(٢) رواه ابن جرير في "تفسيره" ١٠/ ١٩٢، والثعلبي في "تفسيره" ٦/ ١٣٣ أ، وفي سنده محمد المحرم، وهو منكر الحديث كما قال البخاري في "التاريخ الكبير" ١/ ٢٤٨.
وقد قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" ١/ ٩١: (منهم من ادعى أنها للعهد -يعني ال في المنافق- فقال: إنه ورد في حق شخص معين، أو في حق المنافقين في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم-وتمسك هؤلاء بأحاديث ضعيفة).
(٣) للعلماء في توجيه الحديث عدة أجوبة منها:
أولًا: قال النووي في "شرح صحيح مسلم" ٢/ ٤٧: (هذا الحديث ليس فيه بحمد الله إشكال، ولكن اختلف العلماء في معناه، فالذي قاله المحققون والأكثرون وهو الصحيح المختار: إن معناه أن هذه الخصال خصال نفاق، وصاحبها شبيه بالمنافقين في هذه الخصال ومتخلق بأخلاقهم، فإن النفاق هو إظهار ما يبطن خلافه، وهذا المعنى موجود في صاحب هذه الخصال، ويكون نفاقه في حق من حدثه ووعده وائتمنه وخاصمه وعاهده من الناس لا أنه منافق في الإسلام فيظهره وهو يبطن الكفر).
ثانيًا: ذهب بعض العلماء إلى أن هذا الحديث من أحاديث الوعيد التي قصد بها الترهيب، وظاهرها غير مراد، وهذا ما ارتضاه الخطابي كما في "فتح الباري" ١/ ٩٠.
ثالثًا: أن النفاق قسمان، نفاق العمل، وهو المذكور في الحديث، وهو غير مخرج من الإسلام، ونفاق الاعتقاد وهو إظهار الإسلام وإبطان الكفر وهو مخرج من الإسلام، وهذا الوجه عليه كثير من المحققين، قال الترمذي في "سننه" ٥/ ٢٠ بعد إيراد الحديث: (وإنما معنى هذا عند أهل العلم نفاق العمل، وإنما كان نفاق =

<<  <  ج: ص:  >  >>