للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لعياله، فلمزهم المنافقون وقالوا: ما أخرج هؤلاء صدقاتهم إلا رياء، وأما أبو عقيل فإنما جاء بصاعه ليذكر نفسه، وإن كان الله ورسوله لغنيين عن صاعه، فأنزل الله هذه الآية (١).

وقوله تعالى: {وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ} يعني أبا عقيل، وقال عطاء عن ابن عباس: هو سهل بن نافع (٢).

قال الليث: الجهد شيء قليل يعيش به المقل (٣).

وقال الزجاج: (إلا جهدهم) و (جهدهم) بالفتح والضم (٤).


(١) انظر: "تفسير ابن جرير" ١٠/ ١٩٤ - ١٩٨، و"الدر المنثور" ٣/ ٤٦٩ - ٤٧٢، وقد روى نحوه البخاري (٤٦٦٨)، كتاب: التفسير، باب: قوله الذين يلمزون المطوعين، ومسلم (١٠١٨)، كتاب: الزكاة، باب: الحمل أجرة يتصدق بها، والنسائي، كتاب: الزكاة، [باب] جهد المقل ٥/ ٥٩.
(٢) هكذا في النسخ التي بين يدي، ولم يذكر ابن حجر في "الإصابة" أحدًا من الصحابة بهذا الاسم، فلعل في اسمه تصحيف والصواب سهل بن رافع، أحد بني النجار الأنصاري الخزرجي، فقد قال الحافظ ابن حجر في ترجمته في "الإصابة" ٢/ ٨٧: (يقال: إنه صاحب الصاع قال ابن منده: شهد أحدًا، ومات في خلافة عمر، وروى عيسى بن يونس عن سعيد بن عثمان البلوي عن جدته بنت عدي عن أمها عميرة بنت سهل بن رافع صاحب الصاع الذي لمزه المنافقون، خرج بزكاته صاع تمر وبابنته عميرة إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: ادع الله لي ولها بالبركة فما لي غيرها فوضع يده عليها فدعا له). وقد رجح الحافظ في "فتح الباري" ٨/ ٣٣١ تعدد من جاء بالصاع فلمزه المنافقون.
(٣) "تهذيب اللغة" (جهد) ١/ ٦٧٥ والنص في كتاب: "العين" للخليل بن أحمد (جهد) ٣/ ٣٨٦.
(٤) "معاني القرآن وإعرابه" ٢/ ٤٦٢، والقراة بالفتح شاذة قرأ بها الأعرج وعطاء ومجاهد.
انظر: "مختصر في شواذ القرآن" من كتاب "البديع" لابن خالويه ص ٥٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>