للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال مقاتل: (قال النبي -صلى الله عليه وسلم- حين قدم المدينة: "لا تجالسوهم ولا تكلموهم" (١). وقال أهل المعاني: (هؤلاء طلبوا إعراض الصفح، فأعطوا إعراض المقت) (٢).

وقوله تعالى: {إِنَّهُمْ رِجْسٌ}، قال ابن عباس: (يريد: إن عملهم رجس من عمل الشيطان ليس لله برضى) (٣)، فعلى هذا يكون التقدير: إنهم ذوو رجس أي ذوو عمل قبيح، وذكرنا الكلام في معنى الرجس عند قوله: {رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ} [المائدة: ٩٠] (٤).


(١) "تفسير مقاتل" ١٣٤ أ، وقد روى الحديث ابن أبي حاتم في "تفسيره" ٦/ ١٨٦٥ مرسلًا عن السدي، ثم هو من رواية أسباط بن نصر عنه، وهو ضعيف عند أكثر الأئمة، ولخص الإمام ابن حجر حاله فقال: صدوق كثير الخطأ يغرب) انظر: "تقريب التهذيب" ص٩٨ (٣٢١)، و"تهذيب التهذيب" ١/ ١٠٩، ثم إن في المتن نكارة وهو مخالفته لحديث كعب بن مالك المتفق عليه، ولفظه عند البخاري: (ولم ينه عن كلام أحد من المتخلفين غيرنا)، ولفظه عند مسلم: (ونهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن كلامنا أيها الثلاثة من بين من تخلف عنه). انظر: "صحيح البخاري"، كتاب: التفسير، باب: وعلى الثلاثة .. ٦/ ١٣٤، و"صحيح مسلم" (٢٧٦٩)، كتاب: التوبة، رقم (٢٧٦٩) ٤/ ٢١٢٤.
(٢) "تفسير الرازي" ١٦/ ١٦٤، و"الخازن" ٢/ ٢٥٤. منسوبًا لأهل المعاني، ولم أجده فيما بين يدي من كتبهم.
(٣) رواه الثعلبي في "تفسيره" ٦/ ١٣٨ أمختصرًا عن عطاء.
(٤) انظر "النسخة" (ح) ٢/ ٦٩ أحيث قال: (الرجس في اللغة: اسم لكل ما استقذر من عمل، يقال: رجس الرجل رجسًا، ورجس: إذا عمل عملًا قبيحًا، وأصله من الرجسر -بفتح الراء- وهو شدة الصوت، يقال: سحاب رجاس: إذا كان شديد الصوت بالرعد .. فكأن الرجس العمل الذي يقبح ذكره جدًا، ويرتفع في القبح).

<<  <  ج: ص:  >  >>