للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقوله تعالى: {وَأَجْدَرُ}: أي أولى وأخلق، قال الليث: (يقال فلان جدير لذلك الأمر: أي خليق له، وما كان جديرًا، ولقد جدر جدارة، وأجدر به) (١)، وإنه لجدير، وإنهما لجديران، وإنهم لجديرون، قال زهير:

جديرون يومًا أن ينالوا ويستعلوا (٢) (٣)

[والمرأة جديرة، والنساء جديرات وجدائر قاله اللحياني (٤)، وهو مأخوذ من حيدر الحائط وهو رفعه بالبناء له، فقولهم: ذاك أجدر أن تظفر] (٥) بحاجتك: أي أقرب أن تستعلي عليها، فكذلك هؤلاء أقرب أن يستعلوا على الجهل بالتمكن فيه، وقوله تعالى: {أَلَّا يَعْلَمُوا}، قال الفراء والزجاج: (أن) في موضع نصب لأن الباء محذوفة (٦).

وقوله تعالى: {حُدُودَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ} [قال ابن عباس: (يريد


(١) اهـ. الكلام المنسوب لليث، انظر: "تهذيب اللغة" (جدر) ١/ ٥٥٨، والنص بنحوه في كتاب: العين (جدر) ٦/ ٧٥.
(٢) في (م): (فيستعلوا). وما أثبته موافق لرواية الديوان.
(٣) هذا عجز بيت، وصدره:
بخيل عليها جنة عبقرية
انظر: "ديوان زهير" ص١٠٣، و"المحتسب" ٢/ ٣٠٦، و"لسان العرب" (عبقر) ٥/ ٢٧٨٨. وجنة: جمع جن. وعبقرية: أي منسوبة إلى عبقر وهو موضع بالبادية تكثر فيه الجن كما تقول العرب. انظر: "اللسان" (عبقر) ٥/ ٢٧٨٨.
(٤) "تهذيب اللغة" (جدر) ١/ ٤٢، وبدايته من نهاية الكلام المنسوب لليث. واللحياني هو: علي بن حازم أبو الحسن اللحياني، من كبار أهل اللغة ومن مشهوري نحاة الكوفة، كان معاصرًا للفراء وتصدر في أيامه، وله كتاب حسن في "النوادر".
(٥) ما بين المعقوفين مكرر في (ى).
(٦) "معاني القرآن" للفراء ١/ ٤٩٩، و"معاني القرآن وإعرابه" للزجاج ٢/ ٤٦٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>