للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تغير أحوال ما قبله، وهو باق بحاله، وكانت (التاء) (١) قريبة المخرج من (الواو)، لأنها من أصول الثنايا، والواو من الشفة، فأبدلوها (تاء) وأدغموها في لفظ ما بعدها وهو (التاء) وقالوا: اتقى (٢)، وقد فعلوا هذا أيضًا في (الياء) وأجروها مجرى (الواو) فقالوا في (افتعل) من اليسر: أتسر (٣)، ومن اليبس: اتبس (٤)، لهذه العلة (٥).

وإدغام (الياء) في (التاء) على هذه الجهة، إنما يجوز إذا كانت (٦) في كلمة واحدة، فإذا التقتا من كلمتين لم يجز الإدغام، نحو قولك: (في تبيانه)، و (في تمثاله)، وذلك أنه (٧) لو أجرى (٨) الكلام هاهنا على الإدغام، أشبه الألف واللام. هذا هو الأصل، ثم صارت التاء لازمة حتى صارت كالأصلية (٩)، لأنه لا يجوز إظهار (١٠) هذا الإدغام في حال (١١).


(١) في (ب): (الباء).
(٢) في (ب): (أتقا) وعند أبي الفتح (أتعد، واتزن) ١/ ١٤٨.
(٣) في (ب): (السر).
(٤) في (ج): (التبس).
(٥) عند أبي الفتح: (.. وذلك لأنهم كرهوا انقلابها (واوا) متى انضم ما قبلها في نحو: (موتبس) وألفا في (يا تبس)، فأجروها مجرى الواو فقالوا: اتَّبَس وأتَّسَر. ومن العرب من لا يبدلهما (تاء) ويجري عليهما من القلب ماتنكبه الآخرون فيقول: إيتَعد أيتَزن ايتبس ... واللغة الأولى أكثر وأقيس ...)، "سر صناعة الإعراب" ١/ ١٤٨، وانظر "المنصف" ١/ ٢٢٢، ٢٢٨.
(٦) كذا ورد في جميع النسخ ولعل الأولى (إذا كانتا).
(٧) (أنه) ساقط من (ج).
(٨) في (ب): (أجرا).
(٩) في (ب): (كالا مطيه).
(١٠) في (ب): (إظهارها).
(١١) انظر "تهذيب اللغة" (تقى) ١/ ٤٤٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>