للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومعني هذا أن ذكر النبي - صلى الله عليه وسلم -[بالتوبة عليه] (١) هاهنا تشريف للمهاجرين والأنصار، كما أن ضم اسم الله تعالى إلى اسم الرسول إنما هو تشريف للرسول فقط، فأما توبة الله على المهاجرين والأنصار فمن ميل (٢) قلوب بعضهم إلى التخلف عنه وهو قوله: {كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ} ويذكر ذلك، ولكن الله تعالى قدم ذكر التوبة فضلًا منه، ثم ذكر ذنبهم.

وقوله تعالى: {الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ}، قال أبو إسحاق: (معناه في وقت العسرة لأن الساعة تقع على كل الزمان) (٣) فهي عبارة (٤) عن جميع وقت تلك الغزوة، وهذا معنى قول الكلبي: (في حين العسرة) (٥).

وقال غيره: (يريد أشد الساعات التي مرت بهم في تلك الغزوة) (٦)، وهي الساعة التي كادت قلوبهم تزيغ فيها، والعسرة: تعذر الأمر وصعوبته، قال جابر: (هي عسرة الظهر، وعسرة الماء، وعسرة الزاد) (٧).

أما عسرة الظهر فقال الحسن: (كان العشرة من المسلمين يخرجون على بعير يعتقبونه بينهم) (٨).


(١) ما بين المعقوفين ساقط من (ح).
(٢) في (ح): (مثل).
(٣) "معاني القرآن وإعرابه" ٢/ ٤٧٤.
(٤) في (ح): (جماعة)، وهو خطأ.
(٥) "تنوير المقباس" ص ٢٠٥.
(٦) انظر: "المحرر الوجيز" ٧/ ٦٧ - ٦٨، و"تفسير القرطبي" ٨/ ٢٧٨.
(٧) رواه ابن جرير ١١/ ٥٥، وابن المنذر وابن مردويه كما في "الدر المنثور" ٣/ ٥١٢، وذكره بغير سند الثعلبي ٦/ ١٥٦ أ.
(٨) "تفسير الثعلبي" ٦/ ١٥٦ أ، والبغوي ٤/ ١٠٤، والقرطبي ٨/ ٢٧٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>