للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وتركته (١)، وأنا أرغب بفلان عن هذا الأمر: أي أبخل به عليه (٢)، ولا أتركه له.

وقال عطية العوفي: (ولا يرغبوا بأنفسهم عن الأمر الذي بذل له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نفسه) (٣).

وقال قطرب: (أي ليس لهم أن يكرهوا لأنفسهم ما يرضاه الرسول لنفسه) (٤).

وقال الحسن: (لا يرغبون بأنفسهم أن يصيبهم من الشدائد مثل ما يصيب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) (٥)، وهذه ألفاظ معناها متقارب.

وقوله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لَا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ} الإشارة {ذَلِكَ} تعود إلى ما تقدم من النهي عن التخلف، وقال: ذلك النهى لما يحصل من الأجر والثواب في مقاساة كلف السفر، وهو قوله: {لَا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ} وهو شدة العطش، يقال: ظمئ فلان يظمأ ظمأً (٦) على (فَعِلَ) إذا اشتد عطشه، وهو ظمئ وظمآن، ويجوز في المصدر: ظمأة وظماء، قال ابن عباس: (يريد عطشٌ في الطريق) (٧).

وقوله تعالى: {وَلَا نَصَبٌ} النصب: الإعياء من العناء، يقال:


(١) ساقط من (ح).
(٢) ساقط من (م).
(٣) لم أجده.
(٤) لم أقف عليه، وقد ذكره الرازي ١٦/ ٢٢٣ - ٢٢٤ بلا نسبة.
(٥) رواه الثعلبي ٦/ ١٦١ أ، والبغوي ٤/ ١٠٩.
(٦) ساقص من (م).
(٧) "تنوير المقباس" ص ٢٠٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>