للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ونحو ذلك قال ابن عباس في الحسنى؛ أنها الجنة (١).

وروى ليث، عن عبد الرحمن بن سابط (٢) أنه قال: الحسنى: النضرة التي ذكرها الله -عز وجل- في قوله: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (٢٢) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} (٣) [القيامة: ٢٢، ٢٣]، والحسنى في اللغة تأنيث الأحسن، وهي جامعة للمحاسن.

قال ابن الأنباري: والعرب توقعها على الخلّة المحبوبة والخصلة المرغوب فيها المفروح بها، ولذلك لم توصف هاهنا ولم تنعت بشيء؛ لأن ما يعرفه العرب من أمرها يغني عن نعتها، يدل على ذلك قول امرئ القيس:

فصرنا إلى الحسنى ورق كلامنا ... ورُضْتُ فذلت صعبة أي إذلال (٤)

أراد: فصرنا إلى الأمر المحبوب المأمول (٥).

وقوله تعالى: {وَزِيَادَةٌ}، اختلفوا في هذه الزيادة؛ فروى أنس بن مالك أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سئل عن هذه الآية فقال: "الحسنى الجنة والزيادة النظر


(١) انظر تخريج أثر ابن عباس السابق، نفس المواضع.
(٢) هو: عبد الرحمن بن عبد الله بن سابط الجمحي المكي، تابعي ثقة كثير الإرسال، وكان من أصحاب ابن عباس الفقهاء، وتوفي سنة ١١٨ هـ. انظر: "الكاشف" ١/ ٦٢٨ (٣١٩٨)، "تهذيب التهذيب" ٢/ ٥٢٢، "تقريب التهذيب" ص ٣٤٠ (٣٨٦٧).
(٣) وانظر قول ابن سابط في "تفسير ابن جرير" ١١/ ١٠٧، وابن أبي حاتم ٦/ ١٩٤٥، "الدر المنثور" ٣/ ٥٤٨.
(٤) البيت في "ديوان امرئ القيس" ص ١٢٥، وانظر: "خزانة الأدب" ٩/ ١٨٧، "لسان العرب" (روض) ٣/ ١٧٧٦.
(٥) انظر قول ابن الأنباري في "زاد المسير" ٤/ ٢٣، وذكر بعضه الرازي في "تفسيره" ١٧/ ٧٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>