للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

حتى إذا ما أضاء النجم في غلس ... وغودر البقل ملوي ومحصود (١)

معناه: منه ملوي ومنه محصود.

وعلى الجواب الأول يرتفع الجزاء باللام المضمرة؛ لأن التقدير: لهم جزاء سيئة بمثلها، والباء صلة الجزاء و (الذين) يرتفعون برجوع الهاء عليهم، وصلح إضمار (لهم) كما تضمره العرب في قولهم: رأيت لعبد الله ذكاءً وفطنة وعلم واسع، يريدون وله علم واسع، أنشد الفراء (٢):

هزئت هنيدة أن رأت لي رثة ... وفمًا (٣) به قصم وجلد أسود (٤)

أراد ولي جلد أسود (٥). انتهى كلامه.

وهذا مذهب الكوفيين في هذه الآية (٦).


(١) البيت لذي الرمة في "ديوانه" ٢/ ١٣٦٦، والرواية فيه:
حتى إذا ما استقل النجم في غلس ... وأحصد البقل ملوي ومحصود
(٢) انظر: "معاني القرآن" ٢/ ٢٣٤، ورواية صدره فيه:
هزئت حميدة إن رأت بي رتة
(٣) في (م): (وفم)، وهو خطأ بدلالة السياق، إذ إن قوله (وجلد) مرفوع على الرغم من عطفه على قوله: (لي رثة وفمًا). وهم منصوبان، وقد وجه ابن الأنباري ذلك.
(٤) البيت لسليك بن سلكة السعدي كما في "الأشباه والنظائر" ٢/ ٢٧١، "تذكرة النحاة" ٦٨٠، "شرح أبيات معاني القرآن" ص ١١١، طى اختلاف في الروايات، وذكره بلا نسبة بمثل رواية المصنف، الفارسي في "الحجة للقراء السبعة" ٣/ ٢٠٧.
والرثة: الخلق الخسيس البالي من كل شيء، والرتة: عيب في النطق، والقصم: كسر في الثنية من الأسنان. انظر: "اللسان" (رث ورت وقصم).
(٥) انظر قول ابن الأنباري مختصرًا في: "زاد المسير" ٤/ ٢٦، "مفاتيح الغيب" ١٧/ ٨٤.
(٦) انظر: "معاني القرآن" للفراء ١/ ٤٦١، وانظر الخلاف بين البصريين والكوفيين في مثل هذه المسألة في: "الإنصاف" ص٥٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>