للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وعلى (١) قول هؤلاء يحمل أول الآية على العموم وآخرها على الخصوص (٢)، ومعنى {فَمَا اخْتَلَفُوا} أي: في تصديق النبي - صلى الله عليه وسلم - وأنه نبي حق مبعوث (٣).

قال المفسرون: كانوا يخبرون بمبعث محمد (٤) - صلى الله عليه وسلم -، ويفخرون على سائر الناس بما يعلمونه من صدقه وخروجه والدخول في جملته، حتى بُعث فكذبوه حسدًا وبغيًا وإيثارًا لبقاء الرئاسة، وآمن فريق منهم وصدقه، فذلك اختلافهم حين جاءهم العلم (٥).


= بعد ما جاءهم العلم بالدين الحق عن طريق التوراة وتعاليم موسى، وعلموا أن الاختلاف مذموم، فهو اختلاف عناد ومكابرة وإعراض عن الحق.
(١) في (ح) و (ز): (فعلى)، والصواب ما أثبته.
(٢) بل من حمل أول الآية على العموم وقال إن المراد هم جميع بني إسرائيل الذين على عهد موسى -عليه السلام-، حمل آخرها أيضًا على العموم وقال بأن المختلفين هم قوم موسى، انظر المراجع السابقة، نفس المواضع.
(٣) هذا على قول ابن عباس المذكور ومن وافقه في المراد ببني إسرائيل، أما من قال بالعموم فقد حمل الاختلاف المذكور على العموم، قال السمرقندي ٢/ ١١٠: فما اختلفوا في الدين حتى جاءهم البيان، يعني جاءهم موسى -عليه السلام- بعلم التوراة. وقال الزمخشري ٢/ ٢٥٢: (فما اختلفوا) في دينهم وما تشعبوا فيه شعبًا إلا من بعد ما قرءوا التوراة وكسبوا العلم بدين الحق، ولزمهم الثبات عليه واتحاد الكلمة، وعلموا أن الاختلاف فيه تفرق عنه. وقال ابن عطية ٧/ ٢١٦: إن بني إسرائيل لم يكن لهم اختلاف على موسى في أول حاله فلما جاءهم العلم والأوامر وغرف فرعون اختلفوا.
(٤) في (ى): (النبي).
(٥) انظر: "تفسير ابن جرير" ١١/ ١٦٧، والثعلبي ٧/ ٢٧ ب، والبغوي ٤/ ١٥٠، وابن الجوزي ٤/ ٦٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>