للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ويعبدونه ويتأسفون (١) على ما فرط (٢) منهم من الكفر، بخلاف ما علم من سوء نيات الأمم المهلكين، يدل على صحة ما ذكرنا (٣) ما روي عن ابن مسعود أنه قال: بلغ من توبتهم أن ترادوا المظالم بينهم حتى إن كان الرجل ليأتي الحجر وقد وضع عليه أساس بنيانه فيقتلعه (٤) فيرده (٥).

وانتصب قوله تعالى: {إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ} على أنه استثناء منقطع من الأول؛ لأن أول الكلام جرى على القرية وإن كان المراد أهلها، ووقع استثناء القوم من القرية فكان كقوله (٦):


(١) في (ح) و (ز): (ينافسون)، وهو خطأ.
(٢) في (ى) فرطوا، وهو خطأ، ومعنى فرط: سبق وتقدم. انظر: "لسان العرب" (فرط) ٦/ ٣٣٨٩.
(٣) في (ى): (هذا).
(٤) في (م): (فيقلعه)، وما أثبته موافق لما في "تفسير القرطبي".
(٥) ذكره القرطبي في "تفسيره" ٨/ ٣٨٤، وبنحوه الزمخشري ٢/ ٢٥٤، والرازي ١٧/ ١٦٥، ورواه بمعناه ابن جرير ١١/ ١٧٠ - ١٧٢، وابن مردويه كما في "الدر المنثور" ٣/ ٥٧٣.
(٦) هو النابغة الذبياني وما ذكره المؤلف بعض بيتين نصهما:
وقفت فيها أصيلالًا أسائلها ... عيت جوابًا وما بالربع من أحد
إلا الأواريّ لأيًا ما أبينها ... والنُّؤْيُ كالحوض بالمظلومة الجلد
انظر: "ديوانه" ص ٩، "إصلاح المنطق" ص ٤٧، "الإنصاف" ص ٢٣٤، "خزانة الأدب" ٤/ ١٢٢، "كتاب سيبويه" ٢/ ٣٢١. وقوله: اصيلالاً: أي عشاء، وذلك أن الأصيل هو العشي، وجمعه أُصُل (بضمتين) وأُصْلان (بضم فسكون) ثم صغروه فقالوا: أصيلان، ثم أبدلوا من النون لامًا فقالوا: أُصيلالا. قوله: عيت: أي عجزت عن الكلام. والأوارى: جمع آريّ: وهو محبس الدابة. ولأيًا: أي بعد جهد وإبطاء. والنؤْي: الحاجز من تراب حول البيت.

<<  <  ج: ص:  >  >>