للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أراد ماذا علمت من الأمور المكروهة المذمومة فلما وثق بمعرفة من يخاطبه بها استغنى عن ذكرها

وذكرنا الكلام في (ماذا) (١) وأنه يكون بمعنيين (٢)، فإن قلنا إنه بمعنى (الذي) فموضعه نصب بقوله {انْظُرُوا} وإن قلنا معناه (أي شيء)، فموضع (ما) رفع بالابتداء، وخبره {فِي السَّمَاوَاتِ}، والجملة في موضع نصب.

وقوله تعالى: {وَمَا تُغْنِي الْآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ}، يجوز أن تكون (ما) نفيًا بمعنى ما تغني عنهم شيئًا بدفع الضرر واجتلاب (٣) النفع، كقولك: [ما يغني عنك المال إذا لم تنفق، ويجوز أن يكون استفهامًا كقولك] (٤): أي شيء يغني عنهم؟ والنذر: جمع نذير، وهو صاحب النذارة، وهي الإعلام بموضع المخافة ليحترز منه، وقوله تعالى: {عَنْ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ} [قال المفسرون: أي عمن سبق في علم الله وقضائه] (٥) أنه لا يؤمن (٦)، يقول: الإنذار غير نافع لهؤلاء ولا مجدٍ عليهم.

وقال أهل المعاني: {عَنْ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ} أي: عن قوم استشعروا


(١) في (ح) و (ز): (ذا).
(٢) ذكر ذلك عند تفسير الآية ٥٠ من هذه السورة.
(٣) في (ح): (اختلاف)، وهو خطأ.
(٤) ما بين المعقوفين من (م) فقط، والنص في "تفسير الرازي" ١٧/ ١٧٠.
(٥) ما بين المعقوفين ساقط من (ى).
(٦) انظر: "تفسير ابن جرير" ١١/ ١٧٥، والثعلبي ٧/ ٣١ ب، والبغوي ٤/ ١٥٤، والقرطبي ٨/ ١٨٦، وهو قول مجاهد كما في "تفسير ابن أبي حاتم" ٦/ ١٩٩١، وقول أبي العالية كما في "تفسير السمرقندي" ٢/ ١١٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>