للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قول الفراء (١) والزجاج (٢).

وقال الكسائي (٣) في قوله {أَلَّا تَعْبُدُوا}: التقدير فيه (بأن لا تعبدوا) و (بأن استغفروا)، وعلى هذا الجار يتعلق بالنكرة الموصوفة وهي قوله {كِتَابٌ} كأنه قيل كتاب بهذا، وما بعد قوله {كِتَابٌ} إلى قوله {أَلَّا تَعْبُدُوا} من صفة النكرة، ويعود التأويل إلى ما قاله الفراء (٤): كتاب فصلت آياته بأن لا تعبدوا، وبأن استغفروا ثم ألقى الخافض (٥).

وقوله تعالى: {ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ}، قال أهل المعاني (٦): إنما رتبت التوبة بعد الاستغفار؛ لأن المعنى اطلبوا المغفرة تم توصلوا إلى مطلوبكم بالتوبة (٧)، فالمغفرة أول في الطلب وآخر في السبب، وقيل: المعنى استغفروا ربكم من ذنوبكم السالفة، ثم توبوا من المستأنفة متى وقعت منكم المعصية. وحكي عن الفراء (٨) أنه قال: {ثُمَّ} هاهنا بمعنى الواو، ومعناه: وتوبوا إليه.

وقوله تعالى: {يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى}، قال ابن عباس (٩):


(١) "معاني القرآن" ٢/ ٣.
(٢) "معاني القرآن وإعرابه" ٣/ ٣٨.
(٣) "إعراب القرآن" للنحاس ٢/ ٢٧٢.
(٤) "معاني القرآن" ٢/ ٣.
(٥) ما سبق موجود في الثعلبي ٧/ ٣٢ بمعناه.
(٦) القرطبي ٩/ ٣ بنحوه، "فتح القدير" ٢/ ٦٩٥.
(٧) في (ي): (بالمغفرة فالتوبة).
(٨) البغوي ٦/ ١٥٩، "زاد المسير" ٤/ ٧٥، الثعلبي ٧/ ٣٢.
(٩) "زاد الميسر" ٤/ ٧٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>