للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

اسم غير قول مقول، وأما قوله: {قَالَ سَلَامٌ} فمرفوع بإضمار (عليكم سلام)، ولو نصبا جميعًا أو رفعا جاز في العربية، هذا كلامه، وهو قول الفراء في رفع الثاني وأنشد (١):

فقلنا السلام فاتقت من أميرها ... فما كان إلا ومؤها بالحواجب

وقال أبو علي (٢): أما انتصاب قوله: {سَلَامٌ} فلأنه لم يحك شيئًا تكلموا به فيحكى كما تحكى الجمل، ولكن هو معنى ما تكلمت به الرسل، كما أن القائل إذا قال: (لا إله إلا الله) فقلت (حقًّا) أو قلت (صدقًا)، أعملت القول في المصدرين؛ لأنك ذكرت معنى ما قال ولم تحك نفس الكلام الذي هو جملة تحكى، وأما قوله: {قَالَ سَلَامٌ} التقدير فيه: سلام عليكم، فحذف الخبر كما حذف من قوله: {فَصَبْرٌ جَمِيلٌ} (٣) [أي صبر جميل] (٤) أمثل، أو يكون المعنى أمري سلام وشأني سلام، كما أن قوله: {فَصَبْرٌ جَمِيلٌ} يصلح أن يكون المحذوف منه المبتدأ، ومثل ذلك قوله: {فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلَامٌ} [الزخرف: ٨٩] على حذف الخبر أو المبتدأ الذي سلام خبره، قال: وأكثر ما يستعمل سلام بغير ألف ولام، وذلك أنه في معنى الدعاء، فهو مثل قولهم: خير بين يديك، وأمت (٥) في حجر (٦)


(١) انظر: "معاني القرآن" ٢/ ٢١، "تهذيب اللغة" ٤/ ٣٩٥٨، اللسان (ومأ) ٨/ ٤٩٢٦ "البحر المحيط" ٢/ ٤٥٢.
(٢) "الحجة" ٤/ ٣٦٠.
(٣) يوسف: ١٨، ٨٣.
(٤) ما بين المعقوفين ساقط من (ي).
(٥) في (ي): (أمه).
(٦) ساقط من (ي).

<<  <  ج: ص:  >  >>