للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{مَنْضُودٍ} المصفوف، وهذا القول كالقول الأول. وقال الربيع (١): هو الذي نضد بعضه على بعض، يعني: حتى صار حجرًا، يريد: أنه قد جمع أجزاؤه، ونحو هذا قال مقاتل بن سليمان (٢)، {مَنْضُودٍ}: الملزق بعضه ببعض، وقال أبو بكر الهذلي (٣): معناه مُعَدّ للظَّلَمة. فقد حصل في المنضود ثلاثة أقوال:

أحدها: أن الحجارة بعضها فوق بعض في النزول تأتي تباعًا.

الثاني: أن كل حجر منضود بجمع أجزائه، حتى صار بالقدر الذي أراد الله أن يكون على ذلك القدر.

الثالث: أنها حجارة من سجيل منضود بعضه فوق بعض في السماء، مخلوق للظلمة، معد لهم، والذي أمطر (٤) على قوم لوط كان من جملة تلك الحجارة المعدة التي نضد بعضها فوق بعض، وفي قوله {مَنْضُودٍ} دليل على صحة القول الأول في سجيل، وهو قول أكثر المفسرين؛ لأن المنضود من صفة السجيل، وإنما يصح أن يكون وصفًا له إذا كان السجيل مُعَرَّبًا من (سك كل) وعلى سائر الأقوال لا يصح أن يكون المنضود من


(١) الطبري ١٢/ ٩٥، الثعلبي ٧/ ٥٣ ب، "زاد المسير" ٤/ ١٤٥، القرطبي ٩/ ٨٣، عبد الرزاق ٩/ ٢٠٥.
(٢) "تفسير مقاتل" ١٤٨ أ.
(٣) الطبري ١٢/ ٩٥، الثعلبي ٧/ ٥٣ ب، القرطبي ٩/ ٨٣.
وأبو بكر الهذلي هو: البصري، اسمه سُلمى بن عبد الله، وقيل: اسمه روح، روى عن الحسن وابن سيرين والشعبي وعكرمة وهو ضعيف الحديث. توفي سنة ١٦٧ هـ. انظر: "ميزان الاعتدال" ٦/ ١٠٠٥، "تهذيب التهذيب" ٤/ ٤٩٨.
(٤) في (ي): (أمطرنا).

<<  <  ج: ص:  >  >>