للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال الضحاك (١): ما دامت سموات الجنة والنار وأرضهما، وكل ما علاك وأظلك فهو سماء، وكل ما استقرت عليه قدمك وثبت فهو أرض.

وقال الحسن (٢) أراد: ما دامت الآخرة كدوام السماء والأرض في الدنيا.

وقال ابن قتيبه (٣): للعرب في معنى الأبد ألفاظ يستعملونها في كلامهم، يقولون: لا أفعل ذلك ما اختلف الليل والنهار، وما طما البحر، وما أقام الجبل، وما دامت السماء والأرض، في أشباه كثيرة لهذا، يريدون: لا أفعله أبدًا، فخاطبهم الله بما يستعملون.

وقال ابن الأنباري (٤): إن الله تعالى خاطب العرب على ما تعقل، ومن ألفاظهم في التأبيد أن يقولوا: لا أفعل ذلك ما دامت السموات والأرض، وما أن السماء سماء، وما بلَّ بحر صوفة (٥)، وما ناحت الحمام وتغنت، وما أطت الإبل، وما اجترت الناب (٦)، وما لألأت الفور (٧) فلما


(١) الثعلبي ٧/ ٥٦ ب، البغوي ٤/ ٢٠٠، القرطبي ٩/ ٩٩.
(٢) الثعلبي ٧/ ٥٦ ب. وأخرج ابن أبي حاتم ٦/ ٢٠٨٦، وأبو الشيخ عن الحسن قال: "تبدل سماء غير هذه السماء وأرض غير هذه الأرض، فما دامت تلك السموات وتلك الأرض" "الدر" ٣/ ٦٣٤.
(٣) "مشكل القرآن وغريبه" ١/ ٢١٣.
(٤) "زاد المسير" ٤/ ١٥٩.
(٥) "البيان والتبيين" ٣/ ٧.
(٦) في (ب): (النار).
(٧) في الثعلبي ٧/ ٥٧ أ "وما لألأت العُفْر بأذنابها". ويقال "ما لألأت الفوز بأذنابها" أي لا أفعل ذلك ما حركت الظباء أذنابها. انظر: "جمهرة الأمثال" ٢/ ٢٨١، "اللسان" (لأ لأ، فور)، "سمط اللآلئ" ص ٥، وفيه (ما لألأت العفر).

<<  <  ج: ص:  >  >>