للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بمعنى (١) الخصوص، وإن كان الظاهر ظاهر عموم، كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "اللهم (٢) اجعل رزق آل محمد قوتًا" (٣) يريد البعض، فعلى هذا المعنى: ويتم نعمته عليك وعلى المختصين من آل يعقوب بالنبوة، [كما أتمها بالنبوة] (٤)، على أبويك.

وقال أبو إسحاق (٥): فسر يعقوب الرؤيا ليوسف بهذه الآية، وذلك أنه لما قال له: {إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا} الآية، تأول الأحد عشر كوكبًا: أحد عشر نفسًا لهم فضل وأنهم يستضاء بهم؛ لأنه لا شيء أضوأ من الكواكب وبها يُهْتدى، فتأويل الكواكب إخوته، وتأويل الشمس والقمر أبواه، تأول له أن يكون نبيًّا، وأن إخوته يكونون أنبياء؛ لأنه أعلمه أن الله جلَّ وعلا يتم نعمته عليه وعلى إخوته، كما أتمها على إبراهيم وإسحاق، فإتمام النعمة عليهم أن يكونوا أنبياء، وعلى هذه الأقوال إتمام النعمة بالنبوة، {آلِ يَعْقُوبَ} الأنبياء منهم أو بنوه.

وقال ابن عباس في رواية الكلبي: ويتم نعمته عليك بتوحيده وعبادته، كما أتمها على أبويك بتوحيد الله وعبادته وإيثار طاعته، وقال مقاتل بن


(١) في (ج): (يعني).
(٢) اللهم: ساقطة من (ب).
(٣) أخرجه البخاري من حديث أبي هريرة (٦٤٦٥)، كتاب: الرقاق، باب: كيف كان عيش النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه وتخليهم من الدنيا، ومسلم كتاب: الزكاة، باب في الكفاف والقناعة (١٠٥٥) كما في مختصر المنذري ص ٥٥١، كتاب الزهد والرقاق تحقيق الألباني، وأحمد ١٩/ ٢٤، برقم (٩٧٥٢)، و٢٠/ ٢٨ برقم (١٠٢٤٢) تحقيق أحمد شاكر، والترمذي برقم (٢٣٦١) أبواب الزهد، باب: ما جاء في معيشة النبي - صلى الله عليه وسلم - وأهله، وقال: هذا حديث حسن صحيح.
(٤) ما بين المعقوفين ساقط من (أ)، (ب).
(٥) "معاني القرآن وإعرابه" للزجاج: ٣/ ٩٢. بتصرف.

<<  <  ج: ص:  >  >>