للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الرعي والارتعاء للماشية وينسب ذلك إلى أصحابها؛ لأنهم السبب في ذلك بإيرادها الكلأ ومواضعه والقيام عليها، فيسند ذلك إليهم، وعلى هذا يقول العرب: رعينا روضة كذا، ومكان كذا، وهو كثير في أشعارهم، ويحمل على ما ذكرنا من أحد الوجهين.

وأما فصله بين الارتعاء واللعب بالياء والنون، فحَسَنٌ؛ لأنه جعل الارتعاء والقيام على المال لمن بلغ وجاوز [الصغر، وأسند اللعب إلى يوسف لصغره، ولا لوم] (١) على الصغير في اللعب، وقرأ نافع (٢) كلاهما بالياء وكسر العين من يرتعي، أضاف الارتعاء إلى يوسف على معنى أنه يقوم على ماله في الارتعاء ليتدرب بذلك، فمرة يرتعي ومرة يلعب كفعل الصبيان، وقرأ أبو عمرو (٣) وابن عامر (٤) (نرتعْ) بالنون وجزم العين، ومثله (نلعبْ)، والعرب تقول: رتع المال، إذا رعى ماشيًا، وارتعتها أنا، والرتع لا يكون إلا في الخصب والسعة، وإبل رتاع، وقوم مرتعون وراتعون (٥) إذا كانوا مخاصيب.

وقال ابن الأعرابي: الرتع الأكل بشَرَه، يقال رتع يرتع رتعًا ورتاعًا (٦)، ومنه قولهم (٧):القيد والرتعة، ويقال بسكون التاء ومعناها الخصب ونيل ما يراد.


(١) ما بين المعقوفين بياض في (ب).
(٢) "السبعة" ص ٣٤٥ - ٣٤٦، و"إتحاف" ص ٢٦٢، و"الحجة" ٤/ ٤٠٢، ٤٠٣.
(٣) في (ج): (قرئ ابن عمرو).
(٤) "السبعة" ص ٣٤٥ - ٣٤٦، و"إتحاف" ص ٢٦٢، و"الحجة" ٤/ ٤٠٢، ٤٠٣.
(٥) (راتعون): ساقطة من (ج).
(٦) ما سبق كله نقل عن الأزهري في "تهذيب اللغة" ٢/ ١٣٥٦ - ١٣٥٧. بتصرف.
(٧) مثل: وأصله أن عمرو بن الصعق أسرته شاكر من همدان، فأحسنوا إليه وكان فارق قومه نحيفًا، فهرب من شاكر فلما وصل إلى قومه قالوا: أي عمرو خرجت من عندنا نحيفًا، وأنت اليوم بادن؟ فقال (القيد والرتعة) فأرسلها مثلاً، و (الرتعة): الخصب، انظر "الميداني" ٢/ ٣٩، و"المفضل الضبي في أمثاله" ٦٢، و"الفاخر" للمفضل بن سلمة ص ١٧٠، ٢٤١، و"اللسان" (رتع) ٣/ ١٥٧٧، الطبري ١٢/ ١٥٨، و"تعليق شاكر"، ونسبه أبو عبيد في الأمثال ص ٥٦: إلى الغضبان بن القبعثري، قاله للعجاج عندما حبسه. "تهذيب اللغة" (رتع) ٢/ ١٣٥٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>