للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تمامه، وقوله {بَل} رد لقولهم: أكله الذئب، كأنه قال: ليس كما تقولون، بل سولت لكم أنفسكم أمرًا غير ما تصفون.

وقال الأزهري (١): وكأن التسويل تفعيل من سوْل الإنسان، وهي أمنيته التي يطلبها، فيزين لطالبها الباطل وغيره من أمر الدنيا، وأهله مهموز غير أن العرب استثقلوا فيه الهمز لما كثر في كلامهم.

وقوله تعالى: {فَصَبْرٌ جَمِيلٌ} قال مجاهد (٢)، والمفسرون (٣): أي صبر ليس فيه جزع ولا شكوى، وروي مرفوعًا أن النبي - صلى الله عليه وسلم -، سئل عن الصبر الجميل فقال: "هو صبرٌ لا شكوى فيه" (٤).

وقال أهل المعاني: الصبر الجميل هو أن يصبر حتى لا يظهر فيه تغير بعبوس وجه وانقباض عما كان يتبسط (٥) فيه قبل المصيبة.

واختلفوا في وجه ارتفاع الصبر، فقال الخليل (٦): معناه: فالذي أعتقده صبر جميل.

وقال قطرب (٧): معناه: فصبري صبر جميل.


(١) "تهذيب اللغة" ١٣/ ٦٧، وهذا السياق نص نسخة (ج)، وفي الأصل [فيزين لطالبها الباطل والغرور].
(٢) الطبري ١٢/ ١٦٥، وعبد الرزاق ٢/ ٣١٨، وابن أبي حاتم ٧/ ٢١١٢ أ، والفريابي وابن المنذر وأبو الشيخ كما في "الدر المنثور" ٤/ ١٩.
(٣) الطبري ١٢/ ١٦٥، الثعلبي ٧/ ٦٧ ب، البغوي ٤/ ٢٢٣، و"زاد المسير" ٤/ ١٩٣.
(٤) أخرجه الطبري ١٢/ ١٦٥، وابن أبي حاتم ٧/ ٢١١٢ أ. قال المناوي: هو من حديث حبان بن حيلة وهو مرسل، و"الفتح السماوي" ٢/ ٧٢٧.
(٥) في (ب): (تبسط).
(٦) "معاني القرآن وإعرابه" للزجاج ٣/ ٩٦، و"زاد المسير" ٤/ ١٩٣.
(٧) "معاني القرآن وإعرابه" ٣/ ٩٦، و"زاد المسير" ٤/ ١٩٣، والقرطبي ٩/ ١٥١.

<<  <  ج: ص:  >  >>