للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقوله تعالى: {وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ} أي أغلقتها، وأصل (١) هذا من قولهم في كل شيء نَشَبَ في شيء فلزمه: قد غلق، يقال: غلق في الباطل، وغلق في غضبه، ومنه: غلق الذهن، ثم يعدّى ما بالألف فيقال: أغلق الباب، إذا جعله بحيث يعسر فتحه، واغلاق القاتل إسلامه إلى ولي المقتول، وذلك أنه صبر بحيث لا يفك منه بعد ذلك، وقد نشب في حيث لا منجا له (٢)، قال المفسرون (٣): وإنما قال (غَلَّقت) على التكثير؛ لأنها غلقت سبعة أبواب ثم دعته إلى نفسها.

وقوله تعالى: {وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ} هيت: اسم للفعل نحو: رويد، وصه، ومه، وبابه، ومعناه: هلم في قول جميع أهل اللغة (٤)، قال الفراء: ولا مصدر له ولا تصرف، قال الأخفش: هيت لك، مفتوحة الهاء والتاء معناها: هلم، ويجوز كسر التاء ورفعه، وكسر بعضهم الهاء وفتح التاء، كل ذلك بمعنى واحد، قال أبو الفضل المنذري: أفادني ابن اليزيدي (٥) عن أبي زيد قال: هيت لك بالعبرانية هيتا لج (٦) أي: تعاله، أعربه (٧) القرآن.


(١) "تهذيب اللغة" (غلق) ٣/ ٢٦٨٦.
(٢) انظر: "تهذيب اللغة" ٣/ ٢٦٨٦، و"لسان العرب" ٦/ ٣٢٨٣.
(٣) الثعلبي ٧/ ٧١ أ، الطبري ١٢/ ١٧٩، البغوي ٤/ ٢٢٧.
(٤) "تهذيب اللغة" ٤/ ٣٨١٦ (هيت)، و"لسان العرب" ٨/ ٤٧٣٢ (هيت)، و"مجاز القرآن" ١/ ٣٠٥.
(٥) ابن اليزيدي هو: أبو جعفر أحمد بن محمد اليزيدي، كان متقنًا للعلوم، رواية للشعر والأخبار، شاعرًا، توفي قبل سنة ٢٦٠ هـ. انظر: "تاريخ العلماء النحويين" ص ٢٢٥.
(٦) في (أ)، (ب): (هنالخ) والصحيح ما أثبته كما في "تهذيب اللغة" ٤/ ٣٨١٦.
(٧) في (ج): (إعرابه).

<<  <  ج: ص:  >  >>