للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال: وللعرب فيها لغات أجودها فتح الهاء والتاء، وهي قراءة العامة (١).

قال الزجاج (٢): لأنها بمنزلة الأصوات، ليس فيها فعل يتصرف، ففتحت التاء لسكونها وسكون الياء، واختير الفتح لأن قبل التاء ياءً، كما قالوا: كيف وأين، ومن كسر التاء (٣)، فلأن أصل التقاء الساكنين حركة الكسر، ومن ضمها (٤)، فلأنها في موضع معنى الغايات كأنما قالت: دعائي لك، فلما حذفت الإضافة وتضمنت هيت معناها، بنيت على الضم، كما بنيت حيث، ومنذ، ومن كسر الهاء (٥) وضم التاء فهو على لغة قوم يؤثرون كسر الهاء على فتحها.

قال أبو علي الفارسي (٦): قال أبو عبيدة: هيت لك، هلم لك، وأنشد لرجل (٧):

أبْلِغْ أمير المؤمنين أخَا العِرَاقِ إذا انْتَهَيْتا

أنَّ العِرَاقَ وأهْلَه عنق إليك فهَيْتَ هَيْتَا

أي: هلم إليها، قال أبو علي: قولهم: هيت فلان بفلان إذا دعاه،


(١) "السبعة" ٣٤٧، و"النشر" ٣/ ١٢٥، و"إتحاف" ص ٢٦٣ وهي قراءة عاصم وأبي عمرو وحمزة والكسائي.
(٢) "معاني القرآن وإعرابه" ٣/ ١٠٠.
(٣) قرأ بها ابن محيصن.
(٤) وهي قراءة ابن كثير.
(٥) رواها هشام بن عمار بإسناده عن ابن عامر مع الهمز (هِئتُ) على معنى تهيأتُ لك.
انظر: "السبعة" ٣٤٧، و"إتحاف" ص ٢٦٣.
(٦) "الحجة" ٤/ ٤١٧، بتصرف. "مجاز القرآن" ١/ ٣٠٥.
(٧) في "مجاز القرآن" ١/ ٢٧٩، و"المفصل" ٤/ ٣٢، و"اللسان" (هيت) ٨/ ٤٧٧٢، و"حجة القراءات" لابن زنجلة ص ٣٥٧، و"جمهرة اللغة" ٢٥١، ٤٤٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>