للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

خبازه، وامرأة صاحب دوابه، وامرأة صاحب سجنه، وزاد مقاتل (١): امرأة الحاجب، ونحوه قال مجاهد (٢)، والأشبه ما قاله ابن عباس؛ لأن زليخا إنما اتخذت مأدبة لأشراف النساء، ولو خاض في حديثها هؤلاء النسوة لأشبه أن لا (٣) يؤخذ خوضهن مقالتهن، والمعنى: أن ذلك الذي جرى بينهما شاع وانتشر في مدينة مصر، حتى تحدث بذلك النساء وخضن فيه.

وقوله تعالى: {امْرَأَتُ الْعَزِيزِ} يعنين زليخا، والعزيز (٤) بلغتهم الملك، يعنون أنه منيع بقدرته، والعرب تسمي الملك عزيزًا، وهو في شعر أبي دؤاد (٥):

دُرّةٌ غَاصَ عليها تَاجِرٌ ... جُلِبَت يَوْمَ عَزِيزٍ يَوْمَ طَل

وقوله تعالى: {تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ} [الفتى: الحدث الشاب، والفتاة الجارية الشابة، قال ابن عباس: يريد تراود غلامها عن نفسه] (٦).

وقوله تعالى: {قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا} قال أبو عبيد (٧): الشغف أن يبلغ الحب شغاف القلب، وهو جلدة دونه.


(١) "تفسير مقاتل" ١٥٣ أ، الثعلبي ٧/ ٧٧ ب.
(٢) لم أجده في مظانه.
(٣) في (أ)، (ج): (أن يؤخذ) بدون لا.
(٤) الطبري ١٢/ ١٩٨ لم أجده في "تفسير الطبري" بنصه.
(٥) هو: أبو دؤاد وقيل أبو داود جارية بن الحجاج، وقيل: جويرية، وقيل: حنظلة، شاعر جاهلي. انظر: "خزانة الأدب" ٩/ ٥٩٠، و"الشعر والشعراء" ص ١٤٠.
والبيت من الرمل ونسبه الواحدي هنا إلى أبي دؤاد، ونسب إليه أيضاً في الطبري ١٢/ ١٩٨، والثعلبي ٧/ ٧٨ أوفيها: (جلبت عند عزيز ...) وفي "النكت والعيون" ٣/ ٣٠، و"مجمع البيان" ٥/ ٣٥٠.
(٦) ما بين المعقوفين ساقط من (ب).
(٧) "تهذيب اللغة" (شغف) ٢/ ١٨٩٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>