للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال ابن السكيت (١): يقال: شعفه الهوى، إذا بلغ منه، وشعف الهناء البعير، إذا بلغ منه ألمه، وقد كشف أبو عبيد (٢) عن هذا المعنى فقال: الشعف بالعين إحراق الحب للقلب مع لذة يجدها (٣)، كما أن البعير إذا هُنئ بالقطران يبلغ منه مثل ذلك، ثم يستروح إليه، ونحو هذا قال أبو سعيد (٤) في قول امرئ القيس (٥):

لتقتلني (٦) وقد شَعفْتُ فؤادَها ... كما شَعَفَ المهنُوءَةَ الرّجُلُ الطَّالِي

قال يقول: أحرقت فؤادها بحبي كما أحرق الطالي هذا المهنوة.

وقال الفراء (٧) والزجاج (٨): شعفها بالعين معناه [ذهب بها كل مذهب، مشتق من الشعف وهو رؤوس الجبال، وفلان مشعوف بكذا] (٩)


(١) "تهذيب اللغة" (شعف) ٢/ ١٨٨٩.
(٢) "تهذيب اللغة" (شعف) ٢/ ١٨٨٩ - ١٨٩٠.
(٣) في (ج): (يجد) من غير هاء.
(٤) "تهذيب اللغة" (شعف) ٢/ ١٨٩٠. وهو: أبو سعيد الضرير أحمد بن خالد، اعتمده الأزهري في "التهذيب". انظر: "تهذيب اللغة" ١/ ٤٤، و"معجم الأدباء" ١/ ٣٤٦، و"إنباه الرواة" ١/ ٤١.
(٥) البيت في "ديوانه" ص١٤٢، و"اللسان" (شعف) ٤/ ٢٢٨، والطبري ١٢/ ٢٠٠، والثعلبي ٧/ ٧٨ أ، و"تهذيب اللغة" (شعف) ٢/ ١٨٩٠، و"الزاهر" ١/ ٦٢٠، و"شرح أبيات سيبويه" ٢/ ٢٢٢، والقرطبي ٩/ ١٧٧.
(المهنوءة) المطلية بالقطران، وإذا هنئ البعير بالقطران يجد له لذة مع حرقة كحرقة الهوى مع لذته.
(٦) في الطبري ١٢/ ٢٠٠، والثعلبي ٧/ ٧٨ أ: (أتقتلني) وهو أقرب.
(٧) "معاني القرآن" ٢/ ٤٢.
(٨) "معاني القرآن وإعرابه" ٣/ ١٠٥.
(٩) ما بين المعقوفين ساقط من (ب).

<<  <  ج: ص:  >  >>