للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أمة يدل على صحة هذا ما روى عطاء عن ابن عباس (١) "بعد أمة" بعد سنين. فإن قيل أكثر المفسرين على أن معنى قوله: "وادكر" دليل على أن الناسي هو الساقي.

قال ابن الأنباري (٢): يقال إذ ادكر بمعنى: ذكر وأخبر الملك، وصلح أن يكون ادكر بمعنى ذكر، كما تقول احتلب بمعنى حَلبَ، واعتدى بمعنى عدى في قوله تعالى: {فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ} [البقرة: ١٩٤]. وذكر لا يدل على نسيان سبقه.

وقد قال الكلبي فيما روى عن ابن عباس (٣): إنما لم يذكر الساقي خبر يوسف للملك حتى احتاج الملك إلى تعبير رؤياه، خوفًا من أن يكون ذلك إذكارًا لذنبه الذي من أجله حبسه الملك مع الخباز، فكتم أمره ولم يبده للملك لهذه العلة، فهذا يدل على أن الساقي قد نسي ذلك لقضاء الله تعالى في كون يوسف مدة في السجن، أنساه ذلك من غير أن ينسب النسيان إلى الساقي [في قوله {فَأَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ} ويكون نسيان الساقي غير مذكور، ويستدل عليه بقوله {وَادَّكَرَ}. ومن نسب النسيان إلى الساقي] (٤) فَسّر الادّكار على ظاهره ولم ينقله إلى معنى الذكر.

وقوله تعالى {أَنَا أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ} وقرأ الحسن (٥) (أنا آتيكم بتأويله) وقال: أراد العلج ينبئهم بتأويله حتى لا يأتي به من عند يوسف عليه السلام.


(١) الطبري ١٢/ ٢٢٩، وابن أبي حاتم ٧/ ٢١٥١ عن سعيد بن جبير.
(٢) "زاد المسير" ٤/ ٢٣١.
(٣) "تنوير المقباس" ص ١٥٠، "زاد المسير" ٢٣١/ ٤، القرطبي ٩/ ٢٠٢.
(٤) ساقط من (ج).
(٥) ابن عطية ٧/ ٥٢٣ قال: "وكذلك في مصحف أبي"، و"البحر المحيط" ٥/ ٣١٤، و"معاني القرآن" للنحاس ٣/ ٤٣٢، وقال الحسن: (كيف ينبئهم العلج؟).

<<  <  ج: ص:  >  >>