للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال الزجاج (١): {حَافِظًا} منصوب على التمييز. قال أبو علي (٢): قد تبين من قولهم: {وَنَحْفَظُ أَخَانَا} وقولهم: {وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} أنهم قد أضافوا إلى أنفسهم حفظًا، وإذا كان كذلك فالمعنى: أنه خير حفظًا من خفظكم الذي نسبتموه إلى أنفسكم، أي حفظ الله خير من حفظكم، ومن قرأ (٣): "حافظًا"، قال أبو إسحاق (٤) حافظًا منصوب على الحال ويجوز أن يكون (٥) على التمييز، قال ابن الأنباري: "حافظًا" منصوب على الحال من اسم الله تعالى، وتلخيصه (٦): فالله خير الأرباب والسادات في حال حفظه. وقال أبو علي (٧): ينبغي أن يكون حافظًا منتصبًا على التمييز دون الحال كما كان حفظًا كذلك، والمعنى: حافظ الله غير من حافظكم، كما قلت: حفظ الله خير من حفظكم؛ لأن الله سبحانه له حفظة كما أنه له حفظًا، فحافظه خير من حافظكم، كما أن حفظه خير من حفظكم، ولا يكون حافظًا في الآية منتصبًا على الحال.


(١) "معاني القرآن وإعرابه" ٣/ ١١٨.
(٢) "الحجة" ٤/ ٤٣٩.
(٣) اختلفوا في إدخال الألف وإسقاطها، وفتح الحاء وكسرها من قوله (خيرٌ حفظًا) فقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر وعاصم في رواية أبي بكر (حِفظًا) بكسر الحاء من غير ألف، وقرأ حمزة والكسائي وحفص عن عاصم (خيرٌ حَافظًا) بفتح الحاء وألف بعدها، انظر: "السبعة" ص ٣٥٠، "إتحاف" ص ٢٦٦، الطبري ١٣/ ١١، ابن عطية ٨/ ١٦.
(٤) "معاني القرآن وإعرابه" ٣/ ١١٨.
(٥) في (ج) بزيادة (منصوب).
(٦) (وتلخيصه) ساقط من (ج).
(٧) "الحجة" ٤/ ٤٣٩، ٤٤٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>