للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولا يعرف بها عين الشمس، فمن جعل (هذه) إشارة أجاز أن يكون رُدّتْ خبرًا مستأنفًا، ويمكن أن يكون حالاً من البضاعة بإضمار "قد" معه؛ لأن "قد" تقرب الماضي من الحال، والتقدير: هذه بضاعتنا مردودة إلينا. ومن جعل هذه للتقريب لا يجيز استئناف "ردت"؛ لأن خبر التقريب يُفتقر إليه، كما يُفتقر إلى خبر "إن" و"كان"، فلا يجوز الاقتصار على "هذه بضاعتنا" دون ذكر "ردت" في هذا الوجه، وفي الوجه الأول يجوز، قال المفسرون (١): إنهم أرادوا بهذا الكلام أن يطيبوا نفس أبيهم على الإذن لهم بالمعاودة وإرسال (٢) بنيامين معهم.

وقوله تعالى {وَنَمِيرُ أَهْلَنَا} عطف على قوله {مَا نَبْغِي} كأنهم قالوا: ما نبغي منك في هذا الوجه شيئًا تصرفنا به، ومع ذلك نمير أهلنا أي نجلب إليهم الطعام، قال الأصمعي (٣): ماره يميره ميرًا، إذا أتاه بميرة أي بطعام. ومنه يقال: "ما عنده خير ولا مير" (٤).

وقوله تعالى: {وَنَزْدَادُ كَيْلَ بَعِيرٍ} أي نزيد حمل بعير من الطعام. قال الزجاج (٥): لأنه كان يكال لكل رجل وقر بعير.

وقوله تعالى: {ذَلِكَ كَيْلٌ يَسِيرٌ} قال الحسن (٦): أي يأتي ذلك متيسرًا (٧) على من يكيل لنا.


(١) الثعلبي ٧/ ٩٤ أ، البغوي ٤/ ٢٥٧، و"زاد المسير" ٤/ ٢٥٢.
(٢) في (أ)، (ج): وإن سأل).
(٣) "تهذيب اللغة" (مار) ٤/ ٣٣٢٥، الرازي ٨/ ١٧١.
(٤) مثل يضرب لمن ليس عنده خير عاجل، ولا يرجى مه أن يأتي بخير. مجمع الأمثال للميداني ٣/ ٢٨٢، كتاب الأمثال لأبي عبيد ٣٠٦.
(٥) "معاني القرآن وإعرابه" ٣/ ١١٨.
(٦) "تفسير كتاب الله العزيز" ٢/ ٢٧٦.
(٧) في (ب). (مبشر).

<<  <  ج: ص:  >  >>