للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يعملون بعد هذا الوقت، إلى هذا المعنى ذهب مقاتل بن سليمان (١)، والعرب تجعل (كان) في موضع يكون، و (يكون) في موضع (كان) إذا انكشف المعنى، قال الشاعر (٢):

فأدْرَكْتُ مَنْ قد كان قَبْلِي ولَمْ أدَعْ ... لمن كان بَعْدِي في القَصَائِد مَصْنَعا

أراد: لمن يكون، وقال زياد (٣):

وانْضَحْ جَوَانِبَ قَبْرِه بدِمَائِها ... فلَقَد يَكُونُ أخا دَمٍ وذَبَائح

أراد: فلقد كان، وروى الكلبي عن ابن عباس (٤): أن إخوة يوسف كانوا يعيرون يوسف وأخاه لعبادة جدهما أبي أمِّهما الأصنام، وبأن راحيل أمُّهما أمرت يوسف فسرق جونةً كانت لأبيها فيها أصنام، رجاء أن يترك عبادتها إذا فقدها، فقال له: {فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} أي: من التعيير لنا بما كان عليه جدُّنا.


(١) "تفسير مقاتل" ١٥٦ أ.
(٢) البيت لجرير بن عطية، وهو في "ديوانه" ص ٢٦٣، و"زاد المسير" ٤/ ٢٥٦.
(٣) البيت لزياد الأعجم وهو زياد بن سُلْمى، وقيل زياد بن جابر بن عمرو بن عامر، من عبد القيس، وقيل له الأعجم، للكنة كانت فيه، شاعر إسلامي، شهد فتح اصطخر، وتوفي في حدود المائة للهجرة، انظر: "الشعر والشعراء" ص ٢٧٩، و"معجم الأدباء" ٣/ ٣٥٢.
وهو في "ديوانه" ص ٥٤، و"الخزانة" ٣/ ١٩٢، و"أمالي المرتضى" ٢/ ١٩٩، ٣٠١، و"الشعر والشعراء" ص ٢٨٠، و"زاد المسير" ٤/ ٢٥٦، و"اللسان" (كون) ٧/ ٣٩٦٢، ونسب للصلتان العبدي في أمالي المرتضى ٢/ ١٩٩، وبلا نسبه في "تلخيص الشواهد" ٥١٢.
(٤) "زاد المسير" ٤/ ٢٥٦، الرازي ١٨/ ١٧٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>