للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أهَذَا دِينُه أَبَدًا ودَينِي

قال أهل التفسير (١): كان حكم الملك في السارق أن يضرب ويغرم ضعفي ما سرق، فلم يكن يتمكن يوسف من حبس أخيه عنده في حكم الملك لولا ما كاد الله له تلطفًا حتى وجد السبيل إلى ذلك، وهو ما أجرى على ألسنة إخوته أن جزاء السارق الاسترقاق، فأقروا به وكان ذلك مراده، وهو معنى قوله: {إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ} فكان ذلك بمشيئة الله.

قال أبو إسحاق (٢): موضع "أن" نصب، لما سقط الباء أفضى الفعل فنصب، المعنى: ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك إلا بمشيئة الله.

وقال أبو بكر: تأويله: ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك ويستوجب ضمّه إلا بمشيئة الله ذلك، وتقريبه منه ما لا يوصل إليه إلا بتسهيله وتيسيره. وروي عن الحسن (٣) في قوله: {إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ} أي أنه الآمر له بذلك، والمفسرون على أن ذلك كان إلهامًا.

وقوله تعالى: {نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ} قال أهل المعاني أي (٤) بما نريه من وجوه الصواب في بلوغ المراد، وفي هذا إشارة إلى رفع درجة يوسف.

وقال أبو بكر (٥): نرفع درجات من نشاء، بضروب عطايانا وكراماتنا وأبواب علومنا، كما رفعنا درجة يوسف على إخوته في كل شيء.


(١) انظر: الطبري ١٣/ ٢٢، ابن أبي حاتم ٧/ ٢١٧٤، الثعلبي ٧/ ٩٨ ب، القرطبي ٩/ ٢٣٨، "زاد المسير" ٤/ ٢٦١.
(٢) "معاني القرآن وإعرابه" ٣/ ١٢٢، وفيه: (لما سقطت) بدل: (سقط).
(٣) "تفسير كتاب الله العزيز" ٢/ ٢٨٠.
(٤) (أي) ساقط من (ج).
(٥) "زاد المسير" ٤/ ٢٦٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>