للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ثم قال: {قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا}، قال المفسرون (١) وأهل المعاني: هاهنا إيجاز وإضمار، والمعنى: فرجعوا فقالوا ليعقوب ما لَقَّنهم يهوذا، فقال يعقوب: {بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا}، قال ابن الأنباري (٢): لم ينسبهم يعقوب في هذا إلى الكذب والاحتيال كما نسبهم في أمر يوسف حين قال: {بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ} في ابتداء السورة لكنه عني {بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ} إخراج بنيامين عني والمصير به إلى مصر، تقديرًا لمنفعة، فعاد من ذلك شر وضرر، وألححتم عليّ في إرساله معكم، ولم تعلموا أن قضاء الله ربما يأتي من فوقكم ويقبض على يدكم.

وقال غيره (٣): معنى قوله هاهنا {سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا} خيلت لكم أنه سرق وما سرق، ومعنى قول ابن عباس: تذهبون وأنتم اثنا (٤) عشر، يعني حين ذهبوا بيوسف معهم وألقوه في الجب، ورجعوا أحد عشر، ثم ذهبوا أحد عشر حين أرسل معهم بنيامين إلى مصر، فعادوا تسعة؛ لأن بنيامين حبسه يوسف عنده، واحتبس بمصر الذي قال: {فَلَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي} فعادوا تسعة.

وقوله تعالى: {عَسَى الله أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا} يعني يوسف وبنيامين، والذي قال: فلن أبرح الأرض.


(١) الطبري ١٣/ ٣٧ - ٣٨، الثعلبي ٧/ ١٠٢ ب، البغوي ٤/ ٢٦٧، "زاد المسير" ٤/ ٢٦٩،الرازي ١٨/ ١٩٠.
(٢) "زاد المسير" ٤/ ٢٦٩.
(٣) ذكره في "زاد المسير" ٤/ ٢٦٩.
(٤) في (ج): (اثنى عشر).

<<  <  ج: ص:  >  >>