للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال الكلبي (١): مزجاة لغة العجم.

قال الهيثم بن عدي (٢): هي من لغة القبط.

قال الأنباري (٣): لا ينبغي أن يجعل حرف عربي معروف المباني والاشتقاق والتصرف منسوبًا إلى القبط ودونهم؛ إذ كلام أولئك يدور (٤) على ألسنة العرب، ولا يتصرف على مباني كلامهم.

وقوله تعالى: {فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ} قال المفسرون (٥): سألوه مساهلتهم في النقد وإعطائهم بدراهمهم مثل ما يعطى بغيرها من الجياد، إذ كانوا قد باعوا بها متاعهم في مدينته، فسألوه أن يأخذها منهم ولا ينقصهم.

وقوله تعالى: {وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا} أكثر المفسرين (٦) على أن هذا التصدق معناه: المسامحة بما بين الثمنين، وأن يسعر لهم بالرديء كما يسعر بالجيد، وعلى هذا سمي ذلك تصدقًا؛ لأن الذي سألوه كان مُشْبهًا للتصدق، وليس هو تصدقًا على ما يسبق إليه الظن، قاله أبو بكر (٧)، وعلى هذا لا تدل الآية على أن الصدقة كانت تحل لهم، واستدل سفيان بن عيينة (٨) على أن الصدقة كانت حلًّا للأنبياء قبل نبينا محمد عليه السلام بهذه الآية، وعلى قول سفيان: سألوه أن يتصدق عليهم بشيء زيادة على ما يستحقونه ببضاعتهم المزجاة، وقول العامة: أشبه بحال الأنبياء وأولاد الأنبياء؛


(١) و (٢) و (٣) الرازى ١٨/ ٢٠٢.
(٤) في (أ)، (ج): (لا يدرون).
(٥) الطبري ١٣/ ٥٣، الثعلبي ٧/ ١٠٦ ب، الرازي ١٨/ ٢٠٢.
(٦) الطبري ١٣/ ٥٣، الثعلبي ٧/ ١٠٦ ب، البغوي ٤/ ٢٧٢، ابن عطية ٨/ ٦٣.
(٧) "زاد المسير" ٤/ ٢٧٨.
(٨) الطبرى ١٣/ ٥٣، الثعلبي ٧/ ١٠٦ ب، ابن عطية ٨/ ٦٣، البغوي ٤/ ٢٧٢، "زاد المسير" ٤/ ٢٧٩، القرطبي ٩/ ٢٥٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>