للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

العزوبة فإن الله لا يضيع أجر المحسنين.

قال ابن عباس (١): يريد أجر من كان هذا حاله، وتأويله: فإن الله لا يضيع أجره وأجور الفاعلين مثل فعله، وروي عن ابن كثير في طريق قنبل (٢): أن (من يتقي) بإثبات الياء.

قال أبو علي (٣): وله وجهان أحدهما: أن تقدر الحركة في الياء، ثم تحذفها، فتبقى ساكنة للجزم كقوله (٤):

ألَمْ يَأتِك والأنْبَاءُ تَنْمِي

ولا يحمل على هذا لأنه مما يجيء في الشعر دون الكلام، والآخر: أن يجعل بمنزلة الذي لا يوجب الجزم، ويحمل المعطوف على المعنى؛ لأن الذي يتقي بمعنى الجزاء الجازم كأنه من يتق، والحمل على المعنى كثير، وقد ذكرنا نظائره، ويجوز على هذا الوجه أن يكون: (ويصبر) في موضع الرفع إلا أنه حذفت الضمة للاستحقاق كما حذف نحو: عَضُد وسجُع، وجاز هذا في حركة الإعراب جوازه في حركة البناء، كما زعم أبو الحسن أنه سمع: {وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ} (٥) [الزخرف: ٨٥]، وكقراءة من قرأ: {وَيَتَّقْهِ} (٦) [النور: ٥٢] بجزم القاف (٧)، وذكر ابن الأنباري وجهًا آخر


(١) "زاد المسير" ٤/ ٢٨٢.
(٢) انظر: "السبعة" ص ٣٥١، و"إتحاف" ٢٦٧، وابن عطية ٨/ ٦٧.
(٣) "الحجة" ٤/ ٤٤٨ - ٤٤٩ بتصرف.
(٤) سبق تخريجه.
(٥) بإسكان اللام من (رسلنا) وقرأ بها حمزة ويعقوب، و"إتحاف" ص ٣٨٧، و"البدور الزاهرة" ٣٥١.
(٦) قرأ حفص بإسكان القاف وكسر الهاء، انظر: "حجة القراءات" لابن زنجلة ص ٥٠٣.
(٧) إلى هنا انتهى النقل عن "الحجة" ٤/ ٤٤٨ - ٤٤٩ بتصرف.

<<  <  ج: ص:  >  >>