للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقوله تعالى: {جَاءَهُمْ نَصْرُنَا} قال ابن عباس (١): يريد نصر النبيين.

{فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ} كتبت في المصحف بنون واحدة كراهة لاجتماع المثلين، كما كتبوا: الدنيا والعليا ومحيا ونحو ذلك، بالألف؛ كراهة لاجتماع المثلين، ولولا ذلك لكتبت بالياء كما كتبت: حبلى ونخشى، وما لم يكن فيه ياء من هذا النحو بالياء، فلما كرهوا اجتماع المثلين في الخط حذفوا النون، وقوى ذلك أنه لا يكون في هذه النون إلا الإخفاء ولا يجوز البيان؛ لأنها لا تتبين عند حروف الفم فأشبه بذلك الإدغام؛ لأن الإخفاء لا يتبين فيه الحروف المخففة (٢) كما أن الإدغام لا يتبين فيه الحرف المدغم بيانه في غير الإدغام، فلما وافوا هذه النون المدغم استحبوا حذفه من الخط، ولأجل (٣) هذه [السورة من الخط قرأ عاصم (فُنُجِّي) (٤) مشدّدة الجيم مفتوحة الياء بنون واحد، وقوى هذه] (٥) القراءة أنه عُطِفَ عليه فعل


(١) الطبري بلفظ فينصر الله الرسل ١٣/ ٨٣.
(٢) في (ب): (المخفا الصحيح).
(٣) في (ج): (لأجل) من غير واو.
(٤) قرأ ابن عامر وعاصم (فنُجِّي) مشددة الجيم مفتوحة الياء بنون واحدة، وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وحمزة والكسائي (فنُنْجي) بنونين الأول مضمومة والثانية ساكنة والياء ساكنة وروى عن أبي عمرو (فَنَّجِّي) يدغم. انظر: "السبعة" ص ٣٥٢، و"إتحاف" /٢٦٨، والطبري ١٣/ ٨٩، و"البحر" ٥/ ٣٥٥.
(٥) ما بين المعقوفين في (ب) وساقط من (أ)، (ج).

<<  <  ج: ص:  >  >>