للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقوله تعالى: {أَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ} قال أبو علي (١): {أَنْ} هاهنا مخففة من الثقيلة وفيه ضمير القصة، والحديث على تقدير: أنه لو يشاء، كقوله {عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ} [المزمل: ٢٠] و {أَفَلَا يَرَوْنَ أَلَّا يَرْجِعُ} [طه: ٨٩]. على ذلك حسن وقوع الفعل بعدها، لفصل الحرف بينهما وهو لو ولا والسين.

وقوله تعالى: {وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ} قال ابن عباس (٢) في رواية عطاء: عذاب، قال المفسرون (٣): أراد أنهم تصيبهم بما صنعوا، والحُرَب (٤) من كفرهم وأعمالهم الخبيثة داهية تقرعهم، ومصيبة شديدة من الأسر والقتل والجدب.

قال أبو إسحاق (٥): ومعنى (قارعة) في اللغة: نازلة تنزل بأمر عظيم.

وروي عن ابن عباس (٦) أيضًا في تفسير القارعة أنها السرايا التي كانت يبعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إليهم، وهو اختيار الفراء (٧)، {أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِنْ


(١) "الحجة" ٤/ ٤٣٨.
(٢) الطبري ١٣/ ١٥٦، وابن مردويه كما في "الدر" ٤/ ١١٩، و"زاد المسير" ٤/ ٣٣٢.
(٣) الطبري ١٣/ ١٥٥، الثعلبي ٧/ ١٣٨ ب، "زاد المسير" ٤/ ٣٣٢، القرطبي ٩/ ٣٢١.
(٤) (والحرب) كذا في جميع النسخ، ولعل هذه اللفظة في السطر الذي يليه كما في الوسيط. (بما صنعوا) من كفرهم، وأعمالهم الخبيثة داهية تقرعهم، ومصيبة شديدة من الأسر والقتل والحرب والجذب).
(٥) "معاني القرآن وإعرابه" ٣/ ١٤٩.
(٦) الطبري ١٣/ ١٥٥، والفريابي وابن مردويه كما في "الدر" ٤/ ١١٩، الثعلبي ٧/ ١٣٨ ب.
(٧) "معاني القرآن" ٢/ ٦٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>