للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال ابن عباس في قلوبهم مرض: أي شك ونفاق (١)، وهو قول ابن مسعود والحسن وقتادة (٢) وجميع أهل التأويل.

وقال ابن جرير (٣): معناه في اعتقاداتهم مرض، أي: شك وشبه، فاستغنى بذكر القلوب عن ذكر الاعتقادات؛ لأن محلها القلوب كقولهم: (يا خيل الله اركبي) (٤).

وليس الأمر على ما قال؛ لأن الشك في القلب على الحقيقة، فأي فائدة لتقدير الاعتقاد ههنا؛ ولأن الشك ينافي الاعتقاد، وهم ليسوا


(١) أخرج ابن جرير بسنده عن عكرمة أو عن سعيد بن جبير عن ابن عباس (في قلوبهم مرض) أي شك وأخرج بسنده عن الضحاك عن ابن عباس قال: المرض: النفاق، "تفسير الطبري" ١/ ٢٨٠، وأخرجهما ابن أبي حاتم في "تفسيره" ١/ ٤٣، وانظر "تفسير ابن كثير" ١/ ٥٢، "الدر" ١/ ٦٧ - ٦٨.
(٢) انظر أقوالهم والآثار عنهم في: "تفسير الطبري" ١/ ١٢٢، "تفسير ابن أبي حاتم" ١/ ٤٣ - ٤٤، "تفسير ابن كثير" ١/ ٥٢، "الدر" ١/ ٦٧ - ٦٨.
(٣) "تفسير الطبري" ١/ ١٢٢، نقل الواحدي كلامه بتصرف.
(٤) قوله: (كقولهم: يا خيل الله اركبي) ذكره ابن الأنباري في "الزاهر"، قال ومعناه. فرسان خيل الله اركبوا وابشروا بالجنة. "الزاهر" ٢/ ١٠٠، ومنه الحديث (يا خيل الله اركبي) ذكره ابن الأثير في "النهاية" ٢/ ٩٤، وذكره السيوطي في "الدرر المنتثرة"، وعزاه للعسكري في "الأمثال"، "الدرر المنتثرة" ص ١٤٤ (٤٦٣)، وذكره العجلوني في "كشف الخفاء" وعزاه لأبي الشيخ في "الناسخ والمنسوخ"، وللعسكري ولابن عائذ في "المغازي" وغيرهم. انظر "كشف الخفاء" ٢/ ٣٧٩، ٣٨٠، وقد رجعت إلى "جمهرة الأمثال" للعسكري ولم أجده، وترجم أبو داود في "سننه" (باب في النداء عند النفير: يا خيل الله اركبي) كتاب (الجهاد) وساق حديث سمرة بن جندب: أما بعد: فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- سمى خيلنا خيل الله (٢٥٦٠)، "سنن أبي داوود" ٣/ ٥٥ معه "معالم السنن".

<<  <  ج: ص:  >  >>