للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

في (زاد) بإمالة الألف نحوها (١) يدلك على ذلك: أن الذين أمالوا نحو: (زاد) (٢) و (زاغ) و (خاب) و (طاب) (٣) لم يميلوا نحو (عاذ، وعاد) ولا (بابا) ولا (مالا) ولا ما أشبه ذلك مما العين منه (واو) حيث لم تكن في الكلمة (٤) (ياء) ولا (كسرة) فتنحى الألف بالإمالة نحوهما.

ومما يقوي الإمالة في (زاد) ونحوه: أنه اجتمع فيه أمران كل واحد يوجب الإمالة:

أحدهما: ما ذكرنا (٥) والثاني: لحَاقُ الكسرة أول فَعَلْتَ (٦)، وكل واحدة من هاتين الحالتين توجب الإمالة بانفرادها (٧).

ومعنى قوله. {فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا} أى: شكًّا على شكٍّ وفسادَا على فساد (٨). وهذا يدل على أن كفرهم كان مخلوقًا لله تعالى (٩)؛ لأنه لو لم


(١) نحو (الياء).
(٢) أي ما كان أصل العين فيه ياء.
(٣) في "الحجة": (زاد وباع وناب وعاب) ١/ ٣٢٧.
(٤) (في الكلمة) ساقط من (ب).
(٥) وهو أن تمال الألف ليعلم أنها من الياء،. "الحجة" ١/ ٣٢٨.
(٦) كذا ورد في "الحجة" ١/ ٣٢٨ والمراد أن الحرف الأول من فعل زاد يكون مكسورا إذ أسند هذا الفعل إلى تاء المتكلم أو المخاطب أو المخاطبة فتقول: زدتُ، زِدتَ، زِدتِ انظر "الكشف" ١/ ١٧٤.
(٧) الكلام بتصرف يسير من "الحجة" ١/ ٣٢٧، ٣٢٨.
(٨) انظر: "تفسير الطبري" ١/ ١٢٢ - ١٢٣، و"تفسير البغوي" ١/ ٦٦، "تفسير ابن كثير" ١/ ٥٢.
(٩) المعنى صحيح فإن الله خالق كل شيء من الطاعات والكفر لكن السلف لم يستعملوا هذا اللفظ تأدبا مع الله تعالى انظر التعليق السابق عند تفسير قوله تعالى: {خَتَمَ اللَّهُ عَلىَ قُلوُبِهِم} [البقرة: ٧].

<<  <  ج: ص:  >  >>